2009-08-17 • فتوى رقم 39211
السلام عليكم
المشكلة التي تؤرقني، وقلبت حياتي رئساً على عقب، والتي كلما أتدكرها أحس كأني أجن.
اركتب كبيرة الزنا مع عاهرة، كنت مرتدياً الواقي الدكري، لكن عندما انتهيت لم أبحث إن كان الواقي قد ثقب، ولكن رأيت بأم عيني أن كل المني متواجد بالواقي.
والآن يراودني وسواس أن تلك العاهرة حامل مني، وأبدأ في حديث مع نفسي، وأتساءل: كيف يمكنني أن أمضي في حياتي ولدي ابن (رغم أن هده الحقيقة ليست متبتة)؟ فيصل بي الأمر إلى حد الجنون، والمشكل أنني إذا أردت أن أسأل هذه العاهرة يجب أن أسافر إلى المدينة التي توجد بها وأبحث عنها، علماً أنني لا أعرف عنها شيئاً، لا اسمها ولا عنوانها.
فهل هذه مجرد وساوس، أم تأنيب ضمير، وماذا علي أن أفعل: هل أبحث عن هذه العاهرة لأسألها؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر الكبائر وأعظم المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، وصرف الوساوس التي تأتيك، مع المبادرة إلى التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، بالندم ووعدم العود إلى مثله أبداً، والإكثار من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.