2009-08-18 • فتوى رقم 39239
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفاضل لدي سؤال وأريد منكم الإجابة عليه بأقرب وقت لأنني في ضيق شديد.
أنا فتاة متزوجة ولدي طفل زوجي هو الابن الوحيد لدى أبيه، أمه ميتة، لديه 3 أخوات غير متعلمات، غير متزوجات، وماكثات في البيت: الأولى 60 سنة، الثانية 55 سنة و الثالثة 44 سنة، يختلقن لي المشاكل على أتفه الأسباب بالرغم من أنني أعمل خارج البيت ولا أدخل إليه إلا مساءً، يردن مني أن أمكث مثلهن في البيت ولا أعمل وأن لا أكمل دراستي في الجامعة رغم أن زوجي راض، يتدخلن في أتفه الأمور وعندما أشتكيهن إلى أبيهن يقف إلى جانبهن رغم أنهن ظالمات ورغم أنه حاج بيت الله، قلت في نفسي ربما هن معقدات وغيورات مني فحاولت أن أساعدهن بشتى الطرق أشتري لهن الملابس فيرميهن، أنا أشتغل في البيت وهن جالسات يتدخلن حتى في تربيتي لابني لقد أوصلنني إلى المستشفى حيث ارتفع ضغط دمي، والآن أنا محصورة في غرفتي حتى الأكل آكل من عند أمي أو من خارج البيت، وإذا خرجت من غرفتي يبدأن في اختلاق المشاكل، لقد كرهت لقد حاصروني في غرفة لقد صبرت 4 سنوات لكنني سأجن إن بقيت معهن لأني جد حساسة، أريد شراء بيت لكنني لا أملك المال الكافي وأريد الاستلاف من البنك لكنني خائفة من الوقوع في الربا لأنني أحب خالقي كثيرا، فهل في وضعي هذا حلال أم حرام الاقتراض بالربا؟
أرجوك أجبني فإذا بقيت هكذا أنا أعلم أني سأنفجر وأنا راضية بحكمكم، لقد سألت الشيوخ هنا في الجزائر فقالوا لي إذا كان الأمر يتعلق بشراء بيت فهذا حلال لكن يحل لي الاستلاف مرة واحدة فقط لكني غير مقتنعة أرجوك أجبني.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
فعليك أن تفتشي عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفقي لذلك، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
ولك شرعا أن تطلبي من زوجك سكنا مستقلا عن أهلك وأهله، فمن حق الزوجة شرعاً أن تطلب من زوجها أن يسكنها في سكن مستقل عن أهله وأهلها، وبخاصة إذا كان يصيبها أذى أو ضرر منهم.
والسكن المطلوب هو السكن المناسب لحال الزوج المالية، بشرط أن لا يقل عن غرفة ومنافعها، ويمكنه أن يستأجر لك سكنا خاصا إن كان لا يمكنه شراؤه، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.