2009-08-19 • فتوى رقم 39263
لدي أب لا يمكن وصفه بالكلمات, به كل الصفات الدنيئة وأكرهه أنا وأمي وأخي من سوء معاملته لنا, وأحاول أن أصبر قدر طاقتي, لكن المشكلة أنه يتهم أمي في شرفها رغم عفتها وحسن أخلاقها التى يشيد بها جميع من حولها, كما أنه يهاجمها كثيرا و يحاول التعدي عليها بالضرب, فأضطر أنا وأخي إلى مواجهته حتى نساندها, فهل علينا ذنب في ذلك, مع العلم أنه يرفض أن يطلقها ويتركنا لحالنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، فتذكر وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك ضده، وتذكر حنوه عليك وتربيته لك في صغرك، فعليك أن تحاول جهدك أن تغير مشاعرك تجاه أبيك، والإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل ما في قلبك من مشاعر نحوه، وأن يبدك غيرها أحسن منها، وأرجو أن يزول الكثير من هذه المشاعر، وأنت بعد ذلك تحاسب على الأفعال لا على المشاعر التي لا تستطيع تغييرها، أسأل الله تعالى أن لا تحرم من بر والدك.
ولا مانع من أن تدافع عن أمك مع مراعاة بر الوالد أيضا، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.