2009-08-20 • فتوى رقم 39285
مرحباً.
أنا حلفت زوراً عند المحكمة، من أجل أن لا أحبس في السجن؛ لأن عندي طفلة صغيرة، ومطلوب مني أيضاً شهادة زور.
ماذا أفعل؟
فأنا يا دكتور اضطررت أن أحلف أول مرة كذباً في المحكمة لكي لا أبتلي في القضية، لأن عندي طفلة وزوجي تركني، وإذا غيرت أقوالي هذه المرة سأوضع في السجن لتحايلي على القانون.
ساعدني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فشهادة الزور وحلف اليمين الكاذبة من أكبر الكبائر، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال ثلاثاً: الإشراك باللّه، وعقوق الوالدين –وكان متّكئاً– فقال: ألا وقول الزّور، وشهادة الزّور، ألا وقول الزّور، وشهادة الزّور... فما زال يقولها حتّى قلت: لا يسكت».
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «لن تزول قدما شاهد الزّور حتّى يوجب اللّه له النّار» أخرجه ابن ماجه.
وروى الترمذي عن عبد اللّه بن أنيسٍ رضي الله عنه قال: قال الرّسول صلى الله عليه وسلم: (من أكبر الكبائر: الإشراكُ باللّه، وعقوقُ الوالدين، واليمين الغموس والّذي نفسي بيده لا يحلفُ رجلٌ على مثلِ جناحِ بعوضةٍ إلاّ كانت كَيّاً في قلبه يوم القيامة).
فعليك الآن المبادرة إلى التوبة لله تعالى نصوحاً، والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وإذا حصل بيمينك الكاذبة التي حلفتيها ضرر لأحد من الناس فلا بد من تعويضه عن ضرره، وإزالة الضرر عنه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.