2009-08-22 • فتوى رقم 39356
أبي مقتدر ماديا وقد طلبت مساعدته لزواجي فرفض، وفضل أن يدخل أختي كلية خاصة بدلا من أن يساعدني على العفة فتوليت مسؤولية نفسي وأعانني الله على الزواج، وسافرت لأعمل بالخارج ولم أأسس بيتا لي حتى الآن في بلدي، وطلب مني أبي المال فأعطيته ومر وقت طويل ولم يرد المبلغ برغم حاجتي له، وطلب ثانية فلم أعطيه لحاجتي إليه لأصرف على بيتي وأكون نفسي وأنا أعلم قول الرسول أنت ومالك لأبيك، وعندما رفضت أن أعطيه طعن في شرف زوجتي بالباطل، فقد اخترت زوجتي على الدين وأخاف أن يدعو علي فقد هددني بذلك أكثر من مرة، وظن أنه على الصواب، فماذا أفعل تجاهه؟ وهل يجب على إعطاؤه المال رغم اقتداره؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأعط أباك مالا إن كان بإمكانك ذلك وسيعوضك الله تعالى خيرا كثيرا إن شاء الله، وإن لم تستطع إعطاءه فاعتذر بلطف ولين وحكمة، واجتهد في بره وإكرامه، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.