2009-08-23 • فتوى رقم 39412
السلام عليكم
منذ فترة ذهب أخي برفقة كل من أبي وأمي ليطلب يد فتاة، ولكي يتعرف عليها هو وليعرف أبي وأمي كذلك بها. تكلم مع أهلها وهم وافقوا، وهي كذلك، ولكن لم يحصل أي شيء.
الآن لأننا نسكن بالجزائر، وأخي يعمل في الخليج، ولا يأتي إلا مرة في العام لزيارتنا، أراد أن يخطب الفتاة وأن يتزوجها في أقرب فرصة، ولكن أهلها أرادوا تأجيل الموضوع حتى بعد 3 أشهر لأنهم أشخاص مقدوروا الحال، ولا يمكنهم تجهيز ابنتهم في ظرف شهر، كما أراد أخي.
فلهذا اقترح أخي عليهم أن يعطيهم مبلغاً معتبراً لكي يقوموا بتجهيز الفتاة في أقرب فرصة (هذا إضافة على الصداق وغيره من واجبات الزوج على زوجته عند الزواج)، حيث في عاداتنا يقوم أهل الزوجة بتجهيز ابنتهم للعرس من ملابس تقليدية، وكذلك إن أخي اتفق مع الزوجة المستقبلية وأهلها أن يعطيهم هذا المبلغ للإسراع من مراسيم حفل الزفاف.
اتفق معهم بحكم أن أمي وأبي لا يعلمان شيئاً، وأن هذا سر بين أخي وأهل الفتاة، مع العلم أن أخي أخبر أمي بذلك ولم يخبئ عنها شيئاً.
والآن أمي لم تقل لأخي شيئاً، ولكن عندما كلمتها أنا (ابنتها) أحسست أنها حزينة لأن أخي لم يعطها اعتباراً في هذا الشيء، وأنها قالت لي: أنا أمه وعليه أن يقحمني في كل مسائله الحياتية أمام جميع الناس وليس خفية.
وإن أمي الآن قالت: أنا راضية أن يعطي الفتاة ذاك المبلغ، ولكن عندما تصرف خفية زعلت.
والسؤال: هل لأمي الحق أن تزعل (تغضب) أم لا، وهل على أخي ذنب فيما فعل وعليه أن يطلب السماح من امي الكريمة، علماً كذلك أنني لا أعرف نية أخي في هذا الأمر، ربما لأن هذه العائلة فقيرة ولم يرد إحراجها أمام عائلتي، ولكن كذلك الحق يقال ولا حرج، ونحن الآن سنصبح عائلة واحدة ولا حرج بينا.
أعتذر على الإطالة، وأرجو منكم الإجابة.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا حرج على أخيك فيما فعله إن كان قصد بذلك عدم إحراج أهل الفتاة.
وليطيب أخوك الآن خاطر والدته، ويسعى لبرها قدر استطاعته، ولتعذره هي فيما فعل.
وأسأل الله تعالى أن يوفقه لبر والدته، وأن يرزقه السعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.