2009-08-24 • فتوى رقم 39443
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا) متفق عليه.
إن صليت التراويح خلف إمام، وأردت التهجد آخر الليل، فماذا أفعل عندما يصلي الإمام صلاتي الشفع والوتر: هل أبقى جالسا، وإن فعلت: هل يضيع مني أجر القيام مع الإمام حتى ينصرف؟
أفيدونا، بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيسنّ جعل الوتر آخر النّوافل الّتي تصلّى باللّيل؛ لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا آخر صلاتكم باللّيل وتراً» أخرجه البخاري ومسلم.
فإن أراد من صلّى العشاء أن يتنفّل يجعل وتره بعد النّفل.
وإن كان يريد أن يتهجّد -أي يقوم من آخر اللّيل- فإنّه إذا وثق باستيقاظه أواخر اللّيل يستحبّ له أن يؤخّر وتره ليفعله آخر اللّيل، وإلاّ فيستحبّ تقديمه قبل النّوم؛ فقد أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف أن لا يقوم من آخر اللّيل فليوتر أوّله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر اللّيل، فإنّ صلاة آخر اللّيل مشهودة، وذلك أفضل» أخرجه مسلم.
ولا يعيد الوتر في كل الأحوال إن صلاها قبل صلاة قيام الليل أو التهجد.
هذا في غير رمضان، أما في رمضان إن صلّيت مع الإمام التّراويح فالأفضل أن تصلّي معه الوتر لتنال فضيلة الجماعة.
وأسأل الله تعالى لك القبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.