2009-08-27 • فتوى رقم 39529
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
رمضان كريم علينا وعليكم إن شاء الله.
أنا عندي مشكلة كبيرة، وبصراحة الحيرة التي أنا فيها أهلكتني.
لا أقدر على النوم، ولا أعمل أي شي إلا التفكير إلى أن ألاقي حلا مناسبا.
أنا من مدة طويلة كانت لي علاقة مع شاب وصارت بيننا مشاكل فرقت بيننا، والشاب غاب عني مدة طويلة.
بصراحة أنا كنت بعيدة على الدين، وربنا هداني إلى الصح، صرت أقوم بواجباتي الدينية والتزمت اللباس الشرعي الحمد لله.
الشاب من فترة رجع، وطالب أن نرتبط لأنه هو ليس مرتاحا ولكي نصحح الغلط الذي كان بينا لكي يوفقنا الله بحياتنا، لكن هو مصمم على تكرار أسئلة جارحة لي كفتاة، هو لا يصدق أنه لم يكن لي علاقات بعده، وما أزعجني أنه صار يقول أنه هو متأكد أنه كان لي علاقات قبله، يعني يطلب مني الاعتراف عن الماضي، والحاضر هو ما كان موجود فيه والحاضر كان غائب عنه وقطع كل أخباره، حيرتي هي الخوف من رجل كسر الاحترام الموجود بين البشر لأنه بهذا الأسلوب يكون لا يحترمني لأنه شك يريد مني الاعتراف.
وهذا شي حرام وأنا لا أعرف ما العمل، إذا اعترفت بما يريد سأخسره، وسأكون إنسانة فاشلة.
وإذا ما اعترفت سيبتعد، وأنا بغيره يصعب أن أرتبط.
أريد حلا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن رضيتي دين هذا الشاب وخلقه وتأكدتي من توبته النصوح وأردت الزواج منه، فلك أن تقولي له أنا على ما عليه الآن فلا تسألني عن الماضي، وله أن يتزوجك على هذا الأساس أو يمتنع، وأوصيك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.