2009-08-28 • فتوى رقم 39571
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي بالنسبة لصلاة قيام الليل في رمضان، حيث إن صلاة التراويح تعرف أيضاً بقيام رمضان، وأنا أصليها في المسجد خلف الإمام، بحيث نصلي 8 ركعات ونسلك كل ركعتين، ثم نصلي ركعتين وتر ونسلم، ثم ركعة وتر ونسلم.
وقد قال سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله.
ونحن في المسجد نفرغ من صلاة التراويح قرابة الساعة العاشرة، أي بعد ساعة ونصف من آذان العشاء.
سؤالي هو بأني إذا أردت أن أصلي قيام الليل في وقت السحر أو وقت متأخر من الليل، فماذا أنوي، وبالتالي عندما أصلي مع الإمام ماذا أنوي؟
علما بأن 11 ركعة هن عدد ركعات قيام الليل كما صلاهن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلماً بأن صلاة الوتر كلما أخرت فهذا أفضل، فهل أتركها مع الإمام؟
أرجو توضيح الأمر بالنسبة لصلاة التراويح وقيام الليل، فقد اختلط علي الأمر، وأرجو أن يكون ذلك سريعاً، فالأيام تمضي من رمضان ولا تعود إلا بعد عام، وربما هو آخر رمضان نصومه ونقومه.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فصلاة قيام الليل هي ما يصليه المسلم نفلا بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل تأخير صلاة الوتر عنها، وإذا صلاها قبلها صحت.
وهي صلاة التراويح في رمضان.
وأما صلاة التهجد فهي ما يصليه المرء في الليل نفلا بعد قيامه من النوم في السدس الأخير من الليل إلى طلوع الفجر، وهي أفضل من قيام الليل.
ثم يسنّ جعل الوتر آخر النّوافل الّتي تصلّى باللّيل؛ لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا آخر صلاتكم باللّيل وتراً» أخرجه البخاري ومسلم.
فإن أراد من صلّى العشاء أن يتنفّل يجعل وتره بعد النّفل.
وإن كان يريد أن يتهجّد -أي يقوم من آخر اللّيل- فإنّه إذا وثق باستيقاظه أواخر اللّيل يستحبّ له أن يؤخّر وتره ليفعله آخر اللّيل، وإلاّ فيستحبّ تقديمه قبل النّوم؛ فقد أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خاف أن لا يقوم من آخر اللّيل فليوتر أوّله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر اللّيل، فإنّ صلاة آخر اللّيل مشهودة، وذلك أفضل» أخرجه مسلم.
ولا يعيد الوتر في كل الأحوال إن صلاها قبل صلاة قيام الليل أو التهجد.
هذا في غير رمضان، أما في رمضان إن صلّيت مع الإمام التّراويح فالأفضل أن تصلّي معه الوتر لينال المصلي فضيلة الجماعة.
وأسأل الله تعالى لك القبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.