2009-08-29 • فتوى رقم 39597
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
لا أريد أن أظهر وكأنني معترضة على أمر الله، والعياذ بالله، ولكن عندي سؤال فضولي:
لماذا أتاح الله للرجل بالزواج من 4 وزرع في المرأة الغيرة، فأنا أشعر بأنني إما سأفقد عقلي أو أقتله، أو أقتل نفسي إذا فعل زوجي ذلك بي لا سمح الله؟
شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله تعالى هو رب هذا الكون وهو المتصرف فيه بحكمته تعالى وإرادته، قال تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الانبياء:23]، وهو سبحانه الخالق لهذا الكون وهو الأعلم بما ينفعه ويصلحه، والله تعالى لا يشرع من الأحكام إلا ما فيه خير الناس ومصالحهم، علموا ذلك أم لم يعلموا، ظهرت لهم المصلحة أو لم تظهر، والمسلم يستسلم لأحكام الله تعالى ويرضى بها.
مع العلم أن تعدد الزوجات يحل مشكلات العوانس من النساء، فكما أن الزوجة تستحق التمتع برجل فلغيرها من النساء أن يتمتعن بالحق نفسه، وعدد الرجال في كل المجتمعات أقل من عدد النساء دائماً، ولا تحل هذه المشكلة إلا بالتعدد، وهذه من بعض حكم إباحة التعدد.
ثم إن غَيرة الزوجة على زوجها، وغيرة الزوج على زوجته مشروعة، ما دامت لم تتعد حدودها، فإذا تعدت الحدود أصبحت مرضا قبيحا، وعلَّة مدمرة، فقد ورد في الأثر أن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كانت تغار من سيرة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها كلما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وذكر مآثرها، فقد روى حميد عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض نسائه، فأرسلت إحدى النساء بصحفة فيها طعام مع خادم، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة، فانفلتت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غارت أمُّكم، ثم حبس الخادم حتى أُتِي بصحفة من ثم التي هو في بيتها، فدفع الصَحْفَة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت) رواه البخاري.
وللتفصيل في حكم الغيرة وماهيتها بإمكانك الرجوع لجديد الموقع، ففيه مقالة لي بعنوان: "ماهية الغيرة وحكمها الشرعي من وجهة نظر الإسلام"، أو الذهاب إليها مباشرة عبر هذا الرابط:
http://www.islamic-fatwa.com/index.jsp?inc=13&id=768&cat=1&lang=ar&type=1
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.