2009-08-31 • فتوى رقم 39640
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أنا مواطن مصري حججت بيت الله وكنت من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام، وقد جاءني عرض للعمل في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشجعتني أمي لأني كنت خريجا جديدا، وكنت محتاجا لأبني مستقبلي وأثبت ذاتي مع العلم أن والدي كان متوفى وأنا العائل الوحيد لأسرتي المكونة من أمي رحمها الله وأختين أصغر مني الذين لم يأتهم نصيبهم إلى الآن ولكن في وقت سفري كانتا في الدراسة، واضطررت للنزول إلى بلادي لرعاية شؤون أسرتي بعد صراع مع نفسي كثيرا خاصة مع صعوبة استقدام أهلي للسعودية للقوانين هناك مع أن والدتي كانت تشجعني على البقاء هناك وعملت في بلدي وشاءت الأقدار أن أتعرف على بنت مصرية تعيش في الإمارات مع أهلها وأعجبت بأخلاقها في أول الأمر، وذهبت لأهلها وخطبتها وشرطوا علي أنهم يرفضون العيشة في مصر وأن الامارات أحسن لهم فاستخرت الله وعزمت الأمر على المضي في موضوع السفر بعد مباركة أمي على أن أستقدم أمي وأخواتي بعد ثباتي هناك والقوانين في الإمارات تسمح بذلك، وبعد خطوبتي للفتاة لمدة ثلاثة أشهر وهي أيضا فترة عملي في الإمارات فوجئت بأنهم يردون عقد القران في الإمارات، وكذلك أرادو تغيير ما تم الاتفاق عليه من مبلغ (يسمى القائمة عندنا بمصر وهو المرادف للمهر مضافا إليه الأساس المنزلي) إلى ضعف المبلغ بالإضافة إلى تغيير أسلوب كلامهم معي إلى العنف مع أني كنت صريحا معهم ومستقيما من بداية الموضوع وكنت أضع نصب عيني أن لي أخوات بنات في سن خطيبتي وقد أصابني هم وغم لكثرة ما أنفقت خصوصا وأنا كنت مدينا بجزء من ذلك وانقلب سروري حزنا وانتقل ذلك لأمي وأخواتي وبعد استخارة الله واستشرت أمي وأهل الخبرة وقررت فسخ الخطبة وفوجئت بأن أهل خطيبتي يرفضون إعطائي شبكتي مع أن الله يعلم أني صرفت فيها أكثر من طاقتي، وبعد تقريبا شهر توفيت أمي وذلك أحدث صدمة لي في حياتي، وانطويت بعدها لأني أحس أني السبب في ذلك لسفري بناء على طلب أهل خطيبتي وتركي لأمي وفشل خطبتي ودخلت في دوامة من الأسئلة وهي كالآتي:
أولا: هل كان من المفترض أن أوافق على كلام وشروط أهل خطيتي وتغيير ماتم الاتفاق عليه وأرفض نصيحة أمي وهل أنا ظلمت البنت بتركي إياها وما هو حكم الإسلام في الشبكة بعد الترك؟
ثانيا: هل أنا آثم بتركي أمي التي أحبها بعد حب الله ورسوله وكانت تتمنى أن تلاقيني قبل ما تتوفى ولكن القدر كان أسرع مني وأنا كنت بطيئا في السفر نظرا لحجز جواز سفري مع العلم أني والله ماقصرت معها في يوم أبدا، وكانت تحبني جدا لأني ولدها الوحيد وكنت تحت قدميها؟
ثالثا: هل وجودي بجانبها أثناء احتضارها كان سوف يساعد على تخفيف الألم عنها مع العلم أني سوف أصاب بالجنون من كثرة التفكير بهذا لأني أحس أني قصرت وأهملت ويأتي أمام عيني كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته، فهل أنا أهملت رعيتي؟
رابعا: هل رزقي سوف يقطع بسبب وفاة والدتي مع العلم أنها كانت تدعو لي كثيرا؟
وأنا ألاقي إجابات أكثر من شافية وهل هناك وسيلة للتكفير عن ذلك مع العلم أني محافظ علي صلاتي وأتصدق كثيرا عليها وأدعو الله أن يرزقني بالشهادة في سبيله عاجلا لكي ألاقي الله ورسوله وأمي لأنني سئمت الدنيا وما فيها من معاملات خادعة.
آسف للإطالة وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لا مانع من تركك الفتاة بعد أن استخرت الله تعالى واستشرت الناس.
أما الشبكة ففي هذا الموضوع اختلاف بين الفقهاء، لأنها هدية، والرجوع في الهدايا مختلف فيه بين الفقهاء، فمنهم من يجيز للخاطب الرجوع فيها، ومنهم من لا يجيزه، والمرجع في ذلك إلى قانون الأحوال الشخصية المطبق في بلدكم.
_ ما عليك الآن إلا أن تبر أمك بإهدائها ثواب النوافل إن أرت فالنوافل كلها دون تحديد شيء منها على وجه الخصوص لا بأس بإهداء ثوابها للأحياء أو الأموات، ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيء إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن الكريم على روحه وكل الطاعات النافلة.
_ رزقك لن ينقطع بموت أمك فقد ماتت أمك لانتهاء أجلها لا لشيء آخر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.