2009-09-01 • فتوى رقم 39672
السلام عليكم
ما هي الطريقة التي تجعلني أخرج حب الدنيا من قلبي، ولا يكون تفكيري إلا في الآخرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا علم المسلم أن الدنيا فانية زائلة، ومتاعها قليل، وأنها كما ضرب الله تبارك وتعالى فيها المثل فقال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد:20-21]، فين لنا الله تعالى حقيقة هذه الحياة الدنيا، وأن الآخرة هي الباقية، وهي دار القرار، وهي خير وأبقى، وفيها ذلك النعيم، وذلك الجحيم لمن خالف والعياذ بالله، إذا علم ذلك المسلم ووتفكر فيه يخرج بذلك حب الدنيا من قلبه بإذن الله، ويستعد للآخرة،
مع العلم أن ذلك لا يعني ذلك أن يترك المسلم ما أوجبه الله عليه في هذه الدنيا من إعفاف لنفسه، ومن إطعام لأهله، والإنفاق عليهم، ومن خير يفتحه الله له في هذه الدنيا فيجتهد فيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.