2009-09-01 • فتوى رقم 39698
السلام عليكم
أرجو منكم الإفادة في هذا، فأنا متعب، وأريد أن أرتاح من التفكير، فإني أكاد أموت كل يوم من التفكبر.
أنا شاب تعرفت على فتاة وعاشرتها معاشرة الأزواج، وحملت مني، ولم يعلم أحد حتى بعد أربعة أشهر حين ظهر الحمل عليها، وطلب مني والدها أن أعقد عليها وفعلت، وقال لي: لا بد من إجهاض الجنين منعاً من الفضيحة، فنحن نعيش في قرية والأخبار تنتشر.
أنا عقدت عليها دون علم أهلي، وما زلت أعاشرها كل فترة طويلة، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أريد أن أفهم حكم كل ما فعلت، أريد أن أبدأ حياة جديدة معها.
نرجو منكم الرد على هذا، ولا تتركوني أغرك.
أحلفكم بالله، أريد حياة جديدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد أخطأتما كثيراً فيما سبق، وما فعلته مع هذه الفتاة من أكبر المعاصي وأعظمها، والآن عليكما ستر أنفسكما والتوبة النصوح لله تعالى، والإكثار من الاستغفار، مع الندم على ما فات.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
ثم إذا كان الإجهاض قد حصل بعد الشهر الرابع ففيه الغرة (وهي نصف عشر دية الرجل) ودية الرجل هي ما يساوي تقريباً (4.25) كغ من الذهب الخالص، فتكون دية الجنين حوالي(212.5) غ من الذهب الخالص وتدفع الدية لورثة الجنين، وفيه أيضا الكفارة عند بعض الفقهاء، وهي صيام ستين يوماً متتابعة، وبعض الفقهاء يرى الكفارة مندوبة لا واجبة.
أما إذا كان الإجهاض قد تم قبل نهاية الشهر الرابع من الحمل فلا كفارة ولا دية، بل التوبة والاستغفار.
والآن بعد عقدك عليها بشروط العقد الشرعية أصبحت هذه الفتاة زوجتك شرعاً من كل الوجوه.
وأسأل الله تعالى أن يوفقكما بعد التوبة النصوح أن تبنيا حياتكما على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.