2009-09-02 • فتوى رقم 39703
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مواطن عراقي، أعمل حالياً في فرنسا، وسوف أعود إلى بلدي بعد شهرين إن شاء الله تعالى، وعندي حساب جاري في أحد البنوك هنا، وأريد أن أبقي هذا الحساب مفتوحاً بعد عودتي، ولكن البنك سوف يستمر باقتطاع مبلغ شهري من رصيدي كعمولة لقاء استخدامي للبطاقة الائتمانية الممنوحة لي عند فتح الحساب.
فهل يجوز لي أن أضع مبلغاً من المال كوديعة، وأن أسدد عمولة البطاقة الائتمانية من مبلغ الفائدة الممنوحة على مبلغ الوديعة، وذلك لكي لا ينقص من رأس المال، علماً أنني لن أنفق من مبلغ الفائدة على نفسي وعلى عيالي، وما زاد من مبلغ الفائدة (بعد تسديد عمولة البطاقة الائتمانية) سأعطيه للفقير، ولن أحتفظ إلا برأس المال.
أفتوني يرحمكم الله، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا.
ومن تورط في ذلك فعليه أن يسحب ماله، وليس له أن ينتفع بشيء من الفوائد في أي طريق إن كان قبضها، بل يتخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين.
أما الإيداع للحفظ فيجوز إذا كان بدون فوائد إذا لم يوجد مكان للحفظ غيره، وإذا وجد غيره بطريق مباح فلا يجوز الحفظ فيه؛ لأن البنك يستفيد من الربا لنفسه، فتكون معينا له على الحرام، ومشاركا له في الإٌثم.
علما أن التعامل بالبطاقات الائتمانية في البنوك الربوية لا يخلو من الربا المحرم، سواء كان في بلاد السلمين أو غير ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.