2009-09-10 • فتوى رقم 39852
اتفقت أنا وصديقي على أن نتشارك بمشروع تجاري ذي نشاط إعلاني أنا بالجهد وهو بالمال، فاقترض مبلغ المال من بنك ربوي، وقمنا باستئجار المكان وتجهيزه، وفي كل مرة يقترب فيها موعد الافتتاح يحدث طارىء يوقفه ويؤخر الموعد، مع العلم بأنني لم أقصر بجهدي بالعمل على إنهاء هذا المشروع واستمر التجهيز لمدة 4 سنوات على المنوال السابق حتى انتهيت من كل شيء، وقبل الافتتاح الرسمي بأسبوعين فوجئت برسالة إخلاء للمحل من المالك إجباريا حيث أن المكان سيقام في مشروع حكومي ضخم، وعليه أصبت بخيبة الأمل، وسلمت المحل للمالك دون الاستفادة ولو بدرهم واحد بل بخسارة كبيرة، وأنا منذ ذلك الحين عاطل عن العمل لمدة 4 سنوات، والسؤال هل هذا كان بسبب مال الربا المقترض من البنك؟ وهل لذنوبي التي أقترفها علاقة بذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد عاقبكما الله تعالى لاقترافكما كبيرة الربا المحرم، روى ابن ماجة عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلّا الْبِرُّ، وَلا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ))، فسارعا إلى التوبة الصادقة النصوح بالندم والاستغفار وفعل الصالحات، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.