2009-09-08 • فتوى رقم 39912
السلام عليكم
أنا لي والد لا أعرف كيف أصفه فقد قسى علينا جميعا، هو يبلغ من العمر ... سنة فقام بطليق أمي طلاقا باتا
بعد ما تحملت معه العناء والشقاء، كل ما يهمه هو المال هو لايعمل إذا أخد ألف صرفهم في يومين، ويقول لنا هاتوا أكثر، هو يفعل أشياء يخجل منها يبين للناس أننا أولاد عاقين به، ويشتكي الناس منا رغم أننا غير ذلك، يأخذ أموالنا وينفقها على زوجته (زواج عرفي) ماذا نفعل معه في الشرع؟
نحن لا نجلس معه، وإذا تركناه بدون مال بكا، وإذا أخذ قال: هل من مزيد، دولونا ماذا نفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
فلا تقصروا في الإنفاق عليه على قدر استطاعتكم فأنتم الرابحون من ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.