2009-09-09 • فتوى رقم 39944
السلام عليكم
عندما يتوفى شخص، وبعد الغسل ووضعة في الجنازة للذهاب به إلى المقبرة، هل يجوز ذكر الله أثناء حمل الجنازة مثل (أذكر ربك ياغافل، أو الله أكبر، وغيرها من العبارات وبصوت مرتفع...) أو السكوت؟ وللعلم أن بعض الناس يسكتون للعبرة والموعظة، والبعض الأخر يتكلم في أمور الدنيا مثل (عن صيد البحر أو العمل وغيرها) وهل بعد دفنه يكون التلقين والدعاء له بصوت مرتفع أو في السر...؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيستحسن الصّمت في اتّباع الجنازة، وينبغي لمن تبع الجنازة أن يطيل الصّمت، ويكره رفع الصّوت بالذّكر، وقراءة القرآن وغيرهما، لما روي عن قيس بن عبادة أنّه قال: « كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصّوت عند ثلاثة : عند القتال ، وعند الجنازة ، والذّكر ».
فإن أراد أن يذكر اللّه تعالى ففي نفسه، أي سرّاً بحيث يسمع نفسه، ويستحبّ لمن تبع الجنازة أن يكون مشغولاً بذكر اللّه تعالى، أو التّفكّر فيما يلقاه الميّت، وأنّ هذا عاقبة أهل الدّنيا، ولا يرفع صوته بالقراءة ولا بالذّكر.
فالتَّلْقِينُ بَعْدَ الْمَوْتِ اخْتَلَفُ فيه الفقهاء فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَبَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَالزَّيْلَعِيُّ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى أَنَّ هَذَا التَّلْقِينَ لاَ بَأْسَ بِهِ، فَرَخَّصُوا فِيهِ ، وَلَمْ يَأْمُرُوا بِهِ، لِظَاهِرِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:(( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)) رواه الإمام مسلم، وَقَدْ نُقِل عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ أَمَرُوا بِهِ كَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ لاَ يُلَقَّنُ، إِذِ الْمُرَادُ بِمَوْتَاكُمْ فِي الْحَدِيثِ مَنْ قَرُبَ مِنَ الْمَوْتِ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.