2009-09-11 • فتوى رقم 39984
أنا شاب عندي21 سنة, طالب جامعي، أهلي ناس محترمون، وأنا الحمد لله متدين إلى حد ما (غير متشدد-شخص عادي) لكن الحمد لله مشهود له بالأدب، وحسن الخلق والتدين، في الجامعة قابلت فتاة أحببتها، وأحبتني، وكنا نجلس سويا داخل الجامع، ونتحدث ونتكلم هاتفيا، وظل الحال سنة وفي السنة الماضية حدثت تطورات غريبة، وتدخل الشيطان وكنا نمسك أيدي بعض وأنا كان يحدث لي إنزال, وفي إحدى الأيام تطور الموضوع إلى لمس مني ومنها في أماكن مختلفة (حساسة) وطبعا حدث إنزال وتكرر الموقف ثلاث مرات، وكل مرة نقول كيف يحدث هذا؟! ونستغفر ونحاول ألا يتكرر، ولكن الشيطان جعله يتكرر حتى قررنا الابتعاد عن بعض وحدثت بعض المشاكل.
السؤال: أنا أعلم أني أخطات في حق الله وحق هذه الفتاة... وأنا تبت إلى الله واستغفرت لذنبي عدة مرات، وحتى الآن أنا لا أتخيل كيف حدث هذا، ويأتيني كأنه كابوس، وأنا مستيقظ بالرغم من أنه مر عليه أكثر من عام، أنا اعتذرت للفتاة أكثر من أربع مرات، وطلبت منها أن تسامح في حقها (حق العبد) حتى يرضى عني الله ويتقبل توبتي، وأنا أشعر أنها لم تسامحني بالرغم من أنها أصلا شريكتي في الخطأ لكن أنا كان علي أن أتحكم في نفسي أكثر منها فهي ضعيفة... أنا لا أعرف ماذا أعمل، أريد أن تسامحني هي وأن يسامحني الله تعالى.
ملحوظة:هذه الفتاه محترمة و محجبة ومتدينة ولكنها لحظة شيطان أثيمة.
ونحن الآن منفصلين عن بعض تماما، وباقي لنا سنة دراسية واحدة إن شاء الله، وهي معي في نفس القسم، وأراها أمامي في كل وقت وأتذكر ما حدث وأكيد هي بالمثل.
الانفصال كان لأسباب أخرى غير هذا السبب، ولكن أعتقد أنه عامل رئيس فيه، وهذا لأننا انفصلنا بعد ما حدث ثم رجعنا معا ثانيا، وانفصلنا مؤخرا (ولكن لم يحدث هذا مرة رابعة). أرجو الإجابة باستفاضة...
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
وليس لك أن تتكلم مع هذه الفتاة مجددا أو تطلب منها السماح...
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.