2009-09-12 • فتوى رقم 39986
شيخي: أنا عمري 21 لدي رغبة كبيرة في الزواج، أنا لم أعد قادرا على العيش من دون زوجة بسبب الخوف الكثير من الوقوع في الحرام، والسبب أن في جامعتي البنات (شبه عاريات) وحتى لما تشاهد التلفاز كله صار شبه مستر، وأنا شاب لا أستطيع أن أقاوم هذه المغريات، حاولت الصوم، أبقى صامدا حتى أذان المغرب وبعدها ولا أستطيع الصمود كما أنني أحب فتاة (من قريباتي)، ولكنها تعيش في دولة أخرى أجنبية، كل 5 سنوات يأتون علينا زيارة مدتها 3شهور، وبعدها لا أستطيع أن أرى الفتاة كما أنني لم أستطع أن أبوح للفتاة عن حبي لها، ولكني أريدها على سنة الله ورسوله، ولم أعرف ما الطريق فأهلي متشددين لا أستطيع أن أقول لهم أني أريد الفتاة، وأخاف أيضا أن ترفضني الفتاة نفسها... شيخي أنا والله والحمد لله جميل الشكل .... وأنا ملتزم دينيا (الحمد لله) ..... ولكن لا أستطيع أن أخرج الفتاة من تفكيري، مسيطرة على تفكيري كله لدرجة أنني سوف أكمل تعلمي دراسات عليا مثلها...، الفتاة من نفس عمري، ولكن أكبرها بـ4 شهور ....، وفي مرة أثناء الدراسة الجامعية أردت التخلص من تعلقي بالفتاة، وذلك بحب فتاة أخرى معي في الجامعة، ومرت الأيام، والفتاة (صديقتي في الجامعة) تحاول أن تظهر لي أنها تحبني، وأنا صراحة أعجبتني لأنها ترتدي جلبابا، وفي مرة من المرات جلست أنا وهي في حديقة مقابلة للجامعة، وكان الجو باردا وممطرا، وإذا بها تقبلني من فمي... لا أكذب عليك أعجبتني الحركة (القبلة) ولقد حدث هذا الأمر أكثر من 5 مرات، وصرت أنا أطلب منها القبلة وبعد مدة من الزمن جاءت الفتاة، وقالت لي أنا لا أريدك، أنا أحب شخصا آخر عشت بعدها حياة كئيبة كانت أسوأ أيام حتى أن تقديري نزل من جيد جدا إلى جيد... ومرت الأيام فتعرفت على واحدة أخرى كانت أفظع من التي قبلها لقد وصل الأمر إلى أنني قبلت الفتاة، ووضعت يدي على الأماكن الحساسه عندها، ولكن لم يحدث شيء إلا وضع اليد فقط لأننا في مكان عام... حدثت مرتين، وبعدها قررت ترك الفتاه، الفتاة كانت تلبس الحجاب لكن لم ترتدي الجلباب... حدث هذا كله لكي أنسى الفتاة (قريبتي) ولكن عندما تركت الفتاة (فتاة الجامعة) الثانية، عندها عاد تفكيري في الفتاة (قريبتي) وقد مضى على آخر حادثة مع الفتاة الثانية (الجامعة) سنة، وكم شهر... وخلال هذه المدة لا زلت أفكر في الفتاة (قريبتي) ... هي ليست جميله جدا، ولكن أعجبني فيها أشياء كثيرة، وهي أيضا ملتزمة.... والله يا شيخي إني أندم على كل شيء ... والله يا شيخ إني مؤمن بالله وأصلي وأصوم وذهبت عمرة (العمره كانت بعد ما تركتني الأولى وقبل التعرف على الثانية) .... أنا مشكلتي تحل بالزوج وأنا شخصيا من ناحية المال غير قادر على الزواج (أنا لا أطلب مالا معاذ الله، ولكن أقول لك فحسب) وأهلي لن يزوجونني قبل سنه 25 ....... والله إني بفكر في البنت وأنا نائم وأنا قاعد وحتى أنا أصلي لدرجة أني كثيرا ما أنسى كم ركعة صليت. والله إني أخاف أن أقع في زنا كامل، وكما أني لي أصدقاء (الله يهديهم) دلوني على الأفلام، وصارت مشاهدة الأفلام عندي عادة... فما هو الحل يا شيخي؟
أفتيني، جزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد صنعت المشكلة بنفسك عندما شردت في طريق الحرام، فصاحبت الصحبة المحرمة حتى نتج عن ذلك ما لا تحمد عقباه، فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى أن يسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملئ وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي، ويمكنك أن تطلب من أهلك الزواج ممن تريد بلين ولطف وحكمة، فإن لم يفد ذلك، ولم تكن قادرا على الزواج بنفسك فعليك أن تصبر وتبتعد عن أسباب المعاصي والمحرمات، وأهم ذلك غض البصر عن النساء الأجنبيات وترك كلامهن والاختلاط بهن.
ويمكنك إن خشيت على نفسك الفاحشة الزواج بفتاة ذات مهر ومتطلبات قليلة، كبعض الأرامل أو الأيتام أو العوانس أو من حاله مثلهن، ولا أظنك تعدم واحدة من هؤلاء تعف بها نفسك، وأسأل الله أن ييسر أمرك ويفرج كربك.
والنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، سواء مع الزوجة أو بدونها، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.