2009-09-12 • فتوى رقم 40016
أرسل لي شخص ما رسائل تحوي شتائم على الموبايل، وعندما كلمته استفزني في نهار رمضان فقمت برد الشتائم إليه وسببته بأفظع الشتائم، فما كفارة ذلك؟ وهل سيتقبل صيامي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه قال:
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وروى البخاري أيضا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه)، قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه)
وأكبر الكبائر: أفظع الذنوب وأشدها. عقابا، (يلعن) يسب ويشتم.
وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة).
والجنة بضم الجيم: الوقاية والستر من النار وحصن حصين منها في الآخرة، ووقاية من الوقوع في المنكرات في الدنيا.
فينبغي للصائم أن يصون صومه مما يفسده وينقص ثوابه, من الغيبة والنميمة والسب والشتم... وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرقث يومئذا ولا يصخب، فإن سابه أحدا أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه) أخرجه مسلم.
وعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتعتذر لذلك الشخص إن كنت قد ظلمته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.