2009-09-13 • فتوى رقم 40042
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير وجعل مثواك الجنة على ما تقوم به من مجهود رائع لتعريف الناس بالعقيدة السلمية والصحيحية
أولا أنا شاب ومشكلتي هي أن بدأت بممارسة العادة السرية منذ فترة، ولم أكن أعلم بأنها محرمة، وداومت على ممارستها فترة طويلة، وكنت أقوم بذلك كل يومين، وأحيانا يوميا، وعندما دخلت هنا جزاك الله كل خير قرأت عن العادة السرية ولم أكن أعرف ما هي، ولكنني طالعت عدة فتاوى لك وعرفتها، وعرفت أنها محرمة، وامتعنت عن ممارستها ولكن بعد فترة عدت لأمارسها من جديد، وبالصدفة قرأت عن فتاة كانت تمارس العادة السرية، وما حصل لها من تساقط شعرها وتغير ملامحها، وقد حصلت معي هذه الأعراض أيضا، وفي الليل تبت إلى الله وبكيت بكاء شديدا لكي يغفر لي ما مضى وما فعلته من ممارسة لهذه العادة وأخذت عهدا ألا أعود لها، وامتعنت عنها فترة طويلة، ولكن بعد ذلك مارستها وفي رمضان أيضا قد مارستها مرة واحد هذه العام في نهار رمضان طبعا.
أنا نادم وأود أن أتوب توبة صادقة لا أعود بعدها لهذه العادة، ولكن ما هو السبيل للخروج منها؟
وهل علي كفارة للعلم أني مارستها يوما واحدا في نهار رمضان.
أنصحني ماذا أفعل لكي أبتعد عنها.
وجزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعادة السرية ممنوعة شرعاً لضررها وحرمتها في رمضان وغيره، للمتزوجين وغير المتزوجين، وهي مفطرة للصائم في نهار رمضان أو غيره، وعلى من مارسها في نهار رمضان وهو صائم قضاء يوم بدلاً من اليوم الذي مارس فيه هذه العادة مع وجوب إتمام امتناعه عن الطعام والشراب إلى المساء لحرمة الشهر، ثم عليه أن يتوب إلى الله تعالى عن هذا الفعل توبة نصوحاً، وأن يكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة لحرمة ما فعل ففي الحديث الذي رواه البخاري: ((من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه)) أي من عظم الذنب، ولكن التوبة النصوح تمحو الذنوب كلها إن شاء الله تعالى.
وأفضل طريقةٍ للتخلص منها الصوم، ثم الزواج، وملء الوقت بأعمال مباحة مفيدة نافعة تأخذ الوقت كله كالقراءة والمهنة...، مع مراقبة الله تعالى وغض البصر عما حرم الله، والابتعاد عن الأسباب الداعية إليها، وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه.
وإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.