2009-09-19 • فتوى رقم 40202
السلام عليكم
جدتي طريحة الفراش وقد عادتنا وغدرت بنا ولم ننل منها إلا الغدر والمكر، وكثيرا ما حاولت التفريق بين أبي وأمي واليوم ورغم أنها طريحة الفراش مازال لسانها يؤذي أبي، وأبي يقوم بزيارتها ويصرف عليها، وكذلك نحن رغم أن العاطفة تجاهها قد تلاشت إلا أننا نذهب لزيارتها وأنا أدعو لها بالهداية، فماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك لأني خائفة عليها من مقابلة الله عز وجل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لجدتكم قدر إمكانكم وتحاولوا برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، وإلا كنتم مسيئينً مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، مع مسامحتها عما يصدر منها، والدعاء لها بالهداية، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.