2009-09-21 • فتوى رقم 40250
في الحقيقة نحن ضعفاء ولسنا ملائكة دائما بعد رمضان أعزم ألا أعود للأخطاء التي أرتكبها لكني أعود ، لا أعرف لماذا سؤالي: هل يمكن أن يحب الله فلانا و يكرهه بعد ذلك؟ هل يمكن أن أسمع الموسيقى لأني صراحة لا أستطيع أن أنقطع عنها وحاولت مرارا لكني أعود إذا كنت أصلي وأزكي وأصوم وأعبد الله في المسجد، فلماذا الموسيقى حرام هي لا تمنعني ذكر الله ولا تولد في قلبي النفاق تم من غير المعقول أن أقرأ القرآن طيلة اليوم وأتابع برامجا دينية طول الوقت أنا محتاج لأن أرفه عن نفسي؟
أرجوا أن تأخذ بعين الاعتبار هذا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية.
وإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أما الموسيقى فسماع الموسيقى المجردة عن المحرمات الأخرى (سواء منفردة أو مع الغناء)، مما اختلف فيه الفقهاء، فذهب البعض إلى تحريمها وهم الأكثرون، سوى الدف والطبل، وذهب البعض إلى إباجتها، والبعض إلى كراهتها.
ولكل قول دليل يستند إليه، على أني أرجح القول بالتحريم لقوة أدلته، ، سوى الدف والطبل في الحرب والعرس والأفراح المشروعة فلا مانع منهما.
ولك أن ترفه عن نفسك بما شئت من المباحات وهي كثيرة كسماع الأناشيد وممارسة الرياضات التي لا محرمات فيها، وغير ذلك من وسائل الترفيه عن النفس المباحة...، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.