2009-09-29 • فتوى رقم 40377
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقام في بلادنا المحتلة، بيت المقدس، مهرجان سنوي لنصرة الأقصى، تشرف على هذا المهرجان حركات إسلامية، وفي الواقع فإن هذه الحركات يشهد لها بما تقدمه من خدمات للمسلمين ضمن إمكانياتها. إلا أن الحركة بشكل عام والمهرجان بشكل خاص يتخلل بعض الأمور التي تستثير حفيظتي وهي:
1.دعوة مطران نصراني لحضور الحفل، وهذا المطران يعرف بمناصرته لقضية القدس، ويتحدث عن كنيسة القيامة التي في القدس... وهو على علاقة حسنة بالقائمين على الحركة، مع العلم أن لهذا المطران له كلمة خاصة يلقيها كبقية الشيوخ المسلمين.
2.في المهرجان فقرة خاصة، بل أظنها سلسلة من "الأناشيد الإسلامية" التي يكون فحواها سليم ولكنها مصحوبة بآلات عازفة كالطبل والاورج. وهذا لا يقول عاقل بجوازه. ولكن وبحكم ركود الإسلام في بلادنا فإنه ينظر لهذا الأمر على أنه شرعي ولا ينكره الجمهور. بل البعض يعتبره التزاما دينيا كونه ابتعاد عن الأغاني السفيهة.
تلك الأناشيد يتخذها البعض عبادة يتقربون بها إلى الله تعالى، وأنا لا أعرف نية من يستمع إليها عندنا، لكن ربما يعتبرها البعض كذلك.
سؤالي يا شيخ: هل يجوز لنا المشاركة بهذا المهرجان؟ وهل ثمة أجر معين يترتب على المشاركة به يكون في ميزان حسناتنا؟ وأحيطكم علما، أن هذه الحركة هي الحركة الإسلامية الوحيدة في بلادنا توجد حركة أخرى لكنها انشقت عنها وهي الأساسية، فهل توحيد صفوف المسلمين أمر يستوجب التغاضي عن تلك المعازف مثلا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
_ فلا مانع من دعوة المطران ليلقي المحاضرة المناصرة للأقصى على أن لا يتعرض لما يخالف أحكام الإسلام.
_ سماع الموسيقى المجردة عن المحرمات الأخرى (سواء منفردة أو مع الغناء)، مما اختلف فيه الفقهاء، فذهب البعض إلى تحريمها وهم الأكثرون، سوى الدف والطبل، وذهب البعض إلى إباجتها، والبعض إلى كراهتها.
ولكل قول دليل يستند إليه، على أني أرجح القول بالتحريم لقوة أدلته، ، سوى الدف والطبل في الحرب والعرس والأفراح المشروعة فلا مانع منهما.
_ لا مانع من المشاركة في هذه المهرجانات إن لم تتضمن محرمات، وأسأل الله تعالى أن يعجل بنصرة المسلمين، وأن يهيء فيهم من يحرر بلاهم ومقدساتهم، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.