2009-10-06 • فتوى رقم 40525
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا حياء في الدين ونيتي إن شاء الله صادقة، أنا ارتكبت محرما، وهو الزنا، والله بعد ذلك ندمت وأنا غير متعود على هذه الأمور بل الشيطان كان أقوى مني، وكانت توبتي لله أن لا أكرر هذا العمل مرة أخرى، وهأنا أثبت لله ولنفسي فقد قصدت الحلال وها أنا خاطب فما العمل يا شيخ؟
جزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود إليه والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
وأسأل الله تعالى لك التوبة النصوح، والعفو والمغفرة، وأن ييسر لك زوجة صالحة تعفك عن الحرام، إنه سميع مجيب.
مع العلم أن الدين كله حياء، فلا تقولي لا حياء في الدين، ولكن لا حياء في الاستفسار عن أمور الدين بأسلوب فيه حياء وأدب.
والأفضل أن تقول كما قالت أم سُليم رضي الله عنها "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ" روى البخاري ((جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.