2009-10-06 • فتوى رقم 40529
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من سوريا أسال الله أن تكون بخير فضيلة الشيخ: أنا عندي مشكلة وهي كالآتي:
أنا حلفت يمينا كاذبة ولكنني نادمة عليه كثيرا، وأريد أن أعرف ما هي الفتوى لأنني تبت لله عز وجل، وأعلم أن الله يحب التوابين وغفور رحيم، أنا أتعذب كثيرا وأريد معرفة الفتوى والتوبة لله عزوجل.
وأدعو الله لقبول توبتي.
أرجو الرد ولكم الأجر والثواب، أتمنى الدعاء والرد السريع وربي يقبل توبتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان حلفك على أمر في المستقبل فهو يمين منعقدة، وعند المخالفة عليك كفارة يمين؛ وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا لم تستطع فصيام ثلاثة أيام متتابعات، وإن كان على أمر ماض كذبا فهو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلف وأن تجعل اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
والتوبة النصوح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.