2009-10-11 • فتوى رقم 40624
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طبيب تخرجت منذ شهرين من كلية الطب في دمشق، ويجري الآن التقدم على الاختصاص،
فهل يجوز لي أن أختص بالتوليد والأمراض النسائية مع العلم أنها رغبتي الأساسية منذ أن كنت في البكالوريا، وذلك لمساعدة المرضى المصابين بالعقم، ولأنني أعشق الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان، وأقسم بالله أنني حينما كنت أحضر الولادات في المخاض لا يخطر أي شيء في بالي يغضب الله،
وإذا دخلت الاختصاص في أي مجال آخر فإنني لا محالة سألمس النساء في أماكن أخرى من جسدهن،
وإذا كنا نحن الملتزمين سنبتعد عن هذا الاختصاص فلن يختص به إلا من ابتعد عن الشرع؟
أرجوكم أفيدوني لأنني في حيرة من أمري ولا أتوقع أنني سأبدع في أي مجال آخر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن علمت وجود الطبيبات المختصات الحاذقات فعليك أن تترك ذلك لهن، فللرجل الطبيب أن يعمل في تطبيب النساء عند الحاجة بشرط أن لا توجد طبيبة تغني عنه، للقاعدة الفقهية (الحاجة تنزل منزلة الضرورة) والقاعدة الفقهية (الضرورات تبيح المحظورات)، وفي هذه الحال لا يجوز للطبيب أن يخلو بالمرأة ولا أن يكشف من عورة المرأة أكثر من الضروري، وأن لا يقصد النظر بشهوة قدر إمكانه، وإن وجدت الطبيبة المختصة فليس له ذلك، وعليه الاقتصار على الاستفادة من طبه العام في مداواة الرجال.
وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.