2009-10-21 • فتوى رقم 40782
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه مخطوبة منذ 4 شهور وأرجو الرد على بعض الأسئلة.
1- ذهبت لخطيبي في شقته وقد قمنا سويا بترديد الكلمات التي تقال في عقد القرآن وقبول الزواج معا، وقال لي: الآن أصبحت زوجتي إلى حين عقد القران أمام الأهل ... وأتردد على شقته من وقت لآخر ويحدث بيننا جماع عند كل لقاء؟ فهل هذا يعتبر زواجا مع العلم أن السمسار الذي جاء له بالشقة يعرف أني زوجته، وهناك بائعة قريبة من الشقة تعلم أيضا أني زوجته، فهل يعتبر ذلك من الإشهار؟
2- أخذت قرضا يسدد على 7 سنوات للمساعده في تأسيس الشقة؟ فما حكم الدين؟
3- أحيانا أثناء الجماع يحدث إيلاج من الدبر وأيضا نتبادل كلاما جنسيا لكي أثيره، فهو يجعلني أتخيل كأنه يجامع أمي أو أختي ويقول لي أنه مجرد كلام لإشباع رغبته.
4- لقد حدث بيننا جماع أثناء نهار يوم في رمضان فلو كان زواجي صحيحا فما كفارة هذا اليوم... وإن لم يكن زواجي صحيحا فماذا أفعل؟ هل هناك كفارة ؟
بالله عليكم دلوني وأفيدوني في كل سؤال فأنا أشعر أني مذنبة .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
_ فعقد الزواج لا يصح إلا بشروط وهي:
1) أن يكون اللذان يجريان عقد الزواج –سواء كانا زوجين أو كيلين أو وليين- عاقلين بالغين رشيدين.
2) أن يتم العقد بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين عاقلين رشيدين مسلمين سامعين الإيجاب والقبول وفاهمين له.
3) أن يتم العقد بإيجاب وقبول مستكملين شروطهما الشرعية.
4) أن تكون الزوجة ممن يحل للزوج الزواج منها، كانتفاء المحرمية وانتفاء العدة و...
وعليه فالعقد بينكما دون شهود لا يعتبر عقدا شرعيا، وأنتما قبل العقد الشرعي أجنبيان عن بعضكما من كل الوجوه، فما فعلتماه من أكبر المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70]، وعليكما أن تعقدا العقد الشرعي ليحل لكما الاستمتاع، وأسأل الله لكما التوبة النصوح.
_ وإن كنت تسألين عن القرض الربوي فلا يجوز لك أخذ القرض الربوي للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها، وعليك الآن أن تسارعي في التوبة والاستغفار مع المسارعة في التخلص من القرض الربوي في أسرع وقت، ولو ببيع شيء مما تملكينه.
_ جماع الرجل زوجته في الدبر محرم شرعاً وضار، ويجب على فاعله التوقف عنه فوراًًً والاستغفار والتوبة والإكثار من العمل الصالح من صلاة وصوم وصدقة و...، وأما جماع الخطيبة قبل العقد فذلك من الزنا الذي هو من كبائر الآثام والذنوب، فعليكما أن تسارعا إلى التوبة فورا.
_ بما أن الجماع المحرم وقع منكما في نهار رمضان فعليكما القضاء والكفارة فوق ذلك، والكفارة صيام ستين يوما متتابعة، بعد قضاء اليوم الذي أفطرتما فيه، ولا تصح متقطعة، فإن وجد العجز عن الصيام لشيخوخة أو مرض كفى أن يطعم ستين مسكينا أو يكسوهم، فسارعا إلى التوبة النصوح، مع الكفارة، والبكاء على الذنوب الكثيرة التي ارتكبتيها مع هذا الرجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.