2009-10-27 • فتوى رقم 40899
السلام عليكم
أنا رجل عمري 49 متزوج وأحب فتاة عمرها 28 مثقفة ملتزمة ولها عملها الخاص لا تسكن في منزل والدها
وإنما في بيت جدتها، أنا وهي نحب بعضنا كثيرا، ولكنني لا أستطيع الزواج بها حاليا للظروف المالية القاسية،
مشاعرنا تزداد يوما بعد يوم ونخاف على أنفسنا من الحرام، حتى الحديث على الهاتف تعتبره هي حراما، حاولنا قطع هذه العلاقة لوجه الله ولكننا فشلنا، أريد عمل عقد شرعي بيني وبينها ولكن دون علم أهلي أو أهلها علما أنني لا أنوي إقامة أي علاقة جسدية معها، فأنا عندي بنات وأخاف الله ولا أريد أن أؤذيها، ولكني أريد عقدا شرعيا بيني وبينها لتصبح هذه العلاقة حلالا وشرعية، فما هي الشروط لهذا العقد؟
وكيف يمكننا عمل عقد زواج شرعي دون علم أهلها وبدون موافقتهم.
أفيدوني أرجوكم فالفتاة في وضع نفسي سيء، وأنا ليس بيدي أي شيء في الوقت الحالي سوى عقد شرعي دون علم أحد
لذلك أفيدوني كيف لهذا العقد أن يتم وماهي شروطه؟
مع الشكر.
أبو رنيم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أثمتما وارتكبتما المحرم بإقامة العلاقة المحرمة بينكما، فالصحبة محرمة بين الجنسين الأجنبيين، وعليكما أن تتوبا من ذلك توبة نصوحا.
فإن كنت متزوجا، وكنت قادرا على العدل بين الزوجتين، وقادرا على النفقة عليهما فتزوج من هذه الفتاة زواجا تاما، وإن كنت غير قارد على العدل بين الزوجتين، أو غير قادر على النفقة عليهما، فابتعد عن هذه الفتاة نهائيا، واقطع كل علاقة لك بها، فالعلاقة بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما ممنوعة، إلا في حدود الضرورة أو الحاجة الماسة، وبدون خلوة، ومع الحجاب الكامل، وبمعرفة الأهل.
مع العلم أن عقد الزواج لا يصح إلا بشروط وهي:
1) أن يكون اللذان يجريان عقد الزواج –سواء كانا زوجين أو كيلين أو وليين- عاقلين بالغين رشيدين.
2) أن يتم العقد بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين عاقلين رشيدين مسلمين سامعين الإيجاب والقبول وفاهمين له.
3) أن يتم العقد بإيجاب وقبول مستكملين شروطهما الشرعية.
4) أن تكون الزوجة ممن يحل للزوج الزواج منها، كانتفاء المحرمية وانتفاء العدة و...
وعند غموض ذلك يجب الاستعانة بعالم من العلماء ليجري العقد بين الزوجين على أصوله الشرعية.
5) موافقة ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، ولا يشترط ذلك إذا كانت بالغة رشيدة عند بعضهم.
فإن وجدت هذه الشروط صح العقد وتم الزواج، و إلا فلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.