2009-10-27 • فتوى رقم 40901
بسم الله الرحمن الرحيم
لي أكثر من 4 سنوات وأنا أتوسل إلى الله بأن يرزقني بالزوج الصالح، وحتى الآن لم يحن أمر الله، فهل يجوز لي أن أنذر صيام شهر متواصل لوجه الله وبنية أن يرزقني الله، وأن يعطيني سؤالي؟
وهل الندر حرام أم حلال لما فيه من اشتراط على الله؟
وهل لي أن أفي بالندر قبل أن آخذ سؤالي بنية التوسل والتضرع إلى الله أثناء الصيام حيث أن دعوة الصائم لا ترد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنذر مباح عند بعض الفقهاء، ومكروه عند فقهاء آخرين، وقد احتج من قال بالكراهة بحديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : (نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ) رواه البخاري
ثم إن الوفاء بالنذر الصحيح واجب، والأفضل أن تصومي من غير نذر بنية التوفيق للزواج، وأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216).
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربك ويهيء لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة، وأن ينجب منك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.