2009-11-19 • فتوى رقم 40955
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، ملتزمة والحمد لله... تخرجت من الجامعة وعلاقتي بزملائي الشباب لا تتعدى الزمالة في أمور الدراسة أو التحدث في إطار عام... في آخر يوم لي في الامتحانات... جاء زميل لي في منتهى الاحترام والالتزام وأبدى إعجابه بي ورغبته الجادة في التقدم لي... وحاول أخذ رقم هاتفي أو إيميلي، ولكني رفضت رفضا قاطعا الدخول في مثل هذا الموضوع دون ارتباط رسمي حاول أن يأخذ رقم والدي ولكني رفضت أيضا... وبصراحة شعرت جدا بقبول للموضوع والارتياح للشخصية، وبعد إلحاح منه قلت له على اسم المنتدى الطلابي الذي أكتب فيه على أساس خيط للتواصل ولكن بحدود... في البداية كنت ملتزمة جدا، ولم يكن بيننا سوى متابعة للموضوعات وردود عامة وحاول إرسال رسائل بشكل خاص، ولكني رفضت الحديث في أي شيء يتعلق بالموضوع، وقد تفهم الموقف واحترمه كثيرا، وفاتحت أسرتي في الموضوع وأعطيته رقم هاتف والدي... وفرح بشكل كبير أنه أخذ رقم والدي، ولكنه لم يحاول المبادرة بالتقدم إلا حينما يكون مستعدا للزواج والخطوبة من الناحية المادية، طبعا أهله يعرفون الموضوع وموافقون، وأنا أهلي لديهم ارتياح مبدئي للشخص .. ولكننا أخذنا كورسات، وحدث نوع من التواصل والحوار الشخصي لم يتعد الحدود إطلاقا بالعكس كان في منتهى الاحترام كل ما أخشاه أن لا يحدث نصيب ويتعلق قلبي وقلبه... لذا أخذت خطوة إيجابية وأننا لا نتحدث مع بعض في هذا الموضوع أو بشكل شخصي، ويكون حوارنا بشكل عام سواء في المنتدى أو في الكورسات، ولكنني أشعر بالأم بداخلي لأنه يتألم من أجل هذا البعد... ولكن لا أدرى ماذا أفعل، فأنا أتمناه زوجا لي في المستقبل وأريد أن أهدي مشاعري له حينما نكون مرتبطين رسميا لأني لا أعترف بأي نوع آخر من الارتباط... ساعدوني ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أحسنت بمنعك العلاقة بينكما قبل الزواج، فأنت قبل أن يعقد عليك العقد الشرعي أجنبية عنه من كل الوجوه، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده، وما دام قد عرف عنوانك وهاتف والدك، فعليك أن تقطعي أي صلة به الآن مطلقا حتى يخطبك رسميا من أهلك، ثم يعقد عليك العقد الشرعي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.