2009-11-19 • فتوى رقم 40993
أمي سيدة مطلقة، عشت معها جزءاً كبيراً من عمرى، عصبية جداً، وردود أفعالها صعبة جداً.
خلال الفترة السابقة قامت باختيار صديقة لها لتقابلني بها هي وابنتها لعل وعسى يكون لي نصيب في البنت، وبعد فترة التعارف وقيامي بإخبارها أن البنت مناسبة بدأت في إثارة المشاكل حتى أستطعت أن أهديها، وجاء يوم الخطبة فأشترطت علي ألا أعزم أخي، ولقد حاولت أن أثنيها عن ذلك، ويوم الخطبة وجدتها عصبيه جداً وترفض الخطبة دون سبب، فاعتقدت أنها ستهدأ، حتى وقت النزول نزلت معي وفي الطريق تركتنى وعادت إلى المنزل لا تريد الحضور، وبعد أن كلمها العديد من الناس جاءت إلى الخطبة، ولكن أهانت أم العروس والعروس وأخي وزوجته، ورفضت الظهور كأمى والمشاركة في أي شيء، وطردتنى يومها من منزلها، فذهبت إلى منزلي وكلمتها كثيراً، فتؤكد أنها متبريه مني حتى أترك هذه البنت دون أي أسباب، وأثارت المشاكل لوالدة العروس بعملها وأهانت العروس على هاتفها المحمول العديد من المرات، فقررت العروس وأمها إنهاء الخطبة.
السؤال: لا أستطيع أن أكلم أمي بعد ما حدث، فإني نفسياً متدمر، وفي نفس الوقت يجب علي برها، وكيف لي أن أريضها وهى لا ترضى حتى لو فعلت لها ما طلبت؟
رجاء الإفادة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق، فعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عما يصدر منهم، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، وفيه سعادة الدارين.
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأمك قدر إمكانك مع الذي كان منها تجاهك، وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وتذكر وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك من مشاعر، وتذكر حنوها عليك وتربيتها لك في صغرك، ولعل الله تعالى قدر الذي كان لخير خبأه لك خفي عنك الآن.
فأرشدك إلى أن تلتزم بما ذكرته لك، وبالإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل عنك الحال الذي تصف، وأن يبدل حال أمك إلى أحسن فتعينك على برها، وأن ييسر لك الزواج من فتاة صالحة خلوقة تليق بك، وترضى بها والدتك.
وأسأل الله الله تعالى لك التوفيق والسعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.