2009-11-19 • فتوى رقم 40998
صديقتي تسأل: ما هي شروط التوبة، وهل يتقبل الله توبة من الذى امتنع عن فعل الذنب وندم عليه، وعزم على ان لا يعود، ولكنه يتكلم مع فتيات فى جامعته في حدود الأدب، وليس بالخلوة معهن، فهل الله يتقبل توبته؟
وإذا كان التائب من ذنب كمن ليس له ذنب، إذن الزانية بعد التوبة لا تسمى زانية، ولكن كيف تأخذ شاباً كان يخطئ معها نتيجة الحب، ولكنها تابت وهو لم يتب أو استغفر وامتنع عن فعل الذنب وندم عليه ولكنه لم يفعل باقي النوافل، فهو غير متاكد من تقبل الله لتوبته.
وهى تسأل: كيف تتزوج شاباً لم تتأكد من توبته، وهل الله بناءً على ما ذكرت تقبل توبته؟
أرجوكم أفيدوني، لأن صديقتي بحالة صعبة جداً وتعبانة ومرهقة وحزينة من كثرة التفكير في هذا الأمر، لأنها تريد الزواج منه، فهما قصة طويلة كبيرة يجب أن تنتهي بالزواج، ولكن تلك النقطة تحيرها كثيراً، وتريد أن تطمئن لأنها متعبة جداً جداً من كثرة الأسئلة بدون إجابات.
أرجوك بالله يا فضيلة الشيخ أن تأخذ بيدها وتطمئنها، عسى الله يفرج همها وحزنها الذي لا يفارقها.
بالله عليك يا شيخنا الفاضل: أعطني إجابة شافية كي أريحها من عذابها ومن شكوكها.
جزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فشرط التوبة النصوح التوقف عن الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العود إلى مثله، ثم إن كان فيه حق آدمي فلا بد من توفيته إياه أو الحصول على المسامحة منه فيه.
ثم إذا كان التائب راض عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ثم إنه لا مانع من أن يتزوج من زنا وتاب توبة نصوحاً بامرأة صالحة عفيفة غير زانية، وكذلك لا مانع أن يتزوج غير الزاني بالزانية إذا وجدها قد تابت توبة نصوحا فعلا، ولم تعد تفكر في ذلك.
والآية الكريمة القائلة: ﴿الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النور:3] المراد بها التنفير من الزنا، وممن لم يتب من الزنا، بل استمر في ارتكابه؛ لأن الزاني بعد التوبة لا يسمى زانيا.
علماً أن الحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.