2009-11-19 • فتوى رقم 41007
مشكلتي بدأت منذ عقد قراني من ابن عمتي وهي اني وجدته مقصرا في أداء الصلاة وقد تحدثت معه وقد وعدني بالالتزام ... ولاحظت أنه يعمل بدخل شهري قليل، وتحدثت معه أيضا بخصوص ذلك ووعدني بتغيير العمل لتحسين الدخل... وتم الزفاف بعد 7 أشهر من عقد القران (ولم يتغير من حال زوجي شيء لا في الصلاة ولا في تغيير العمل) وشاء الله أن أحمل منذ الشهر الأول والحمد لله، وقبل أن أضع طفلي في هذا الشهر تحدثت مع زوجي بخصوص تكاليف الطفل ولم يعرني أي اهتمام غير (إن شاء الله سوف أغير العمل) لكن دون جدوى...
الآن مشكلتان (الصلاة والدخل المحدود)
هناك أيضا مشكلة ان زوجي لا يتحمل مسؤولية بمعنى أن طفلي في الأسبوع الأول من ميلاده كان مريضا فاتصلت على زوجي لكي يأتي معي للطبيب ولم يأت إلا في وقت متأخر وتحجج أن كان هناك عمل لا يقدر أن يستأذن منه!!!! فتشاجرت معه وأخبرته أي عمل يمنعك من أن تسعف وليدك ذا الـ 7 أيام وهو مريض؟؟!!! هذ آخر موقف وهناك العديد من المواقف التي لم يتحمل فيها مسؤوليته كزوج وأب.
أيضا هناك مشكلة أود أن أعرضها وهي أن زوجي لا يهتم باحتياجاتي الشرعية أي عندما يريد أن يجامعني يأخذ احتياجه مني ولا يبالي بعد ذلك بي، وبالتالي لا أحس معه بأي استمتاع!!!!
آسفة للإطالة لكني في حيرة لا يعلمها إلا الله حيث كنت أدعو الله دوما في صلاتي أن يرزقني بالزوج الصالح ..فهل هذا هو ما كنت أدعو به وسوف ينصلح حال زوجي أم ماذا أنتظر؟
فكرت كثيرا أن أرفع قضية خلع وأعلم أن فضيلة الشيخ سوف يحكم بالخلع لما عندي من أسباب عدة تجعل زوجي غير كفئ بأن يكون زوجا وأبا ولكني مازلت أحب زوجي لكني لا أستطيع تحمل كل العبء وحدي... الرجاء مساعدتي...
ملاحظة: قمت بالتحدث مع زوجي أكثر من مرة بأن عليه أن يتغير في كل هذه الأشياء لكي نحيا حياة أفضل لكن دون جدوى فأجده يعدني بالتغيير لكن دون جدوى.
ملاحظة: هل يعتبر عدم معاشرتنا الجنسية لأكثر من شهر فيه ذنب لي ، حيث أنني لا أحتمل أن يلمسني بعد ما عانيت منه لكثرة حدوث المشاكل بيننا، وإلى الآن لا نتحدث مع بعض، ونعيش في بيت واحد كالأغراب منذ شهر تقريبا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تواصلي نصحه بالصلاة، وتستمري في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
وذكريه بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليك بالدعاء لهم في ظهر الغيب لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، ولا تتركي نصحهم بالحكمة، ولا تكلفين أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)
وعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة.
ولا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبداً بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعاً، ولا للزوجة أن تفعل ذلك، فقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، وأمر الزوجات بالإحسان إلى الأزواج.
وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.