2009-11-25 • فتوى رقم 41160
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديقة كانت مخطوبة من شاب كما وصفته لي أنه متدين وملتزم لمدة ثلاث سنين (من سن الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة) وأراد لها أن تلبس الجلباب _لباس فضفاض لكن لا يشمل غطاء الوجه_ لأنه وبشكل عام النقاب غير منتشر في بلادنا ولا تكاد تصل نسبة من يرتدينه إلى 0.5%. إلا أن والدها يرفض لبسها للجلباب ويمنعها كما يمنع أمها وباقي نساء بيته، وهي الآن تطيع والدها حيث تلبس البنطال والبلوزة الطويلة نوعا ما، وقبل أيام التقى بها ذلك الشاب صدفة فأصر على أن تقف لمحادثته، فراح يقول أنه سيأتي لخطبتها مرة أخرى (بالرغم من أنه خطب فتاة أخرى لكنه تركها) وأنه يريدها وسينتظرها حتى إكمال دراستها، وهي أخبرتني أنه تميل إليه وتريده، فهل في فعله هذا ما يدل على اختلال دينه؟ وهل يعتبر أنه تجاوز الحدود الشرعية؟ لكن أهلها سيرفضونه، وهي الآن تبلغ من العمر 17 عاما.. فما الحل لمشكلتها؟
ثم إن هذه الفتاة تضطر للعمل لتأمين مصروفها اليومي، حيث لا يعطيها والدها ما يكفي لذلك وهو غارق بالديون، وهي تكون بحاجة للنقود لاستعمالها للمواصلات العامة التي تذهب وترجع بها من وإلى البيت للمدرسة. وللإنفاق على إخوتها. وبسبب هذا تدهور تحصيلها وهي حزينة أشدّ الحزن لهذا الأمر. فماذا يمكن لها أن تفعل. مع العلم أنها شرعا غير مكلفة بالنفقة على نفسها وإخوتها. كما قالت لي إن والدها يرفض العريس لأنه أشرف على ما يدل على بغضها الشديد لوالدها، حيث قالت كان في البارحة يشاهد فيلما مصريا فاجرا، كيف يمكن لها أن تتصرف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الفتاة أن تقنع أهلها بأن يسألوا عن دين ذلك الشاب وخلقه، فإن كان على خلق ودين فليزوجوه، وإن كان غير ذلك فلينتظروا لها غيره، وعلى كل حال لو رفضه أهلها فعليها أن تنتظر من توافق عليه مع أهلها، ومع دعاء الله تعالى بأن ييسر لها الزوج الصالح، أسأل الله لها ذلك.
والأصل أن الأب هو المكلف بالنفقة على بناته وأولاده الصغار، وإن عجز عن ذلك، فالنفقة على أقرب ذكر من الأرحام، وأسأل الله تعالى أن يفرج عنهم جميعا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.