2009-12-01 • فتوى رقم 41250
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أبلغ من العمر حوالي 20 سنة، قبل سنوات مضت كنت عاص لأوامر الرحمن، استمع للموسيقا، وأكلم الأجانب من النساء، وأترك صلاتي سامحني الله.
الآن وبفضله تعالى تبت توبة نصوحاً، أحافظ على صلاتي، تركت كل شهوات الدنيا واتّبعت دين المصطفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قصتي هي الآتي:
تعرفت على شابة منذ حوالي 6 سنوات، مند أن كنت طفلاً أو مراهقاً إن صح القول، كانت علاقتنا جد أخوية لا أكثر، اتخدتني كأخ أكبر لها، وذلك لأن والديها مطلقين، وتعيش مع والدتها لوحدهما بديار المهجر، حيت إنها كانت بحاجة لأخ ينصحها (لأن علاقتها مع أمها كانت متوترة، ولم تكن ترى والدها، فلم تكن لديها فكرة عن مجموعة من الأحكام الإسلامية، أضف إلى ذلك تأثرها بالثقافة الباطلة للبلد الذي تعيش فيه).
كبرت العلاقة لتصبح صداقة بين العائلتين، فكان بإمكانها أن تأتي لقضاء بعض أيام العطلة معي في منزل عائلتي، وذلك برضى كل الأطراف.
وبعد فترة المراهقة بقيت العلاقة الأخوية قوية كما كانت، وكنا نتحاب في الله، فلم أقربها ولو مرة واحدة، ولم تكن لدي شهوة نحوها أبداً، وهي كذلك.
ولكن في أحد الأيام تغير مجرى حياتي فاتبعت فرائض وأحكام الإسلام، وتمكنت من ذلك والحمد لله، وهي كذلك، فتحدّث مجتمعها ووضعت الحجاب الأصح، فأعجبت بذلك.
وذات مرة قالت لي: إننا يجب أن نقنن هذه العلاقة التي تجمعنا، وأن الأخوان هم الذين تجمعهم إما علاقة دموية أو رضاعة، فقبلت ذلك، وقلت لها: إنه طلب منطقي، وأيضاً احتراماً لأزواجنا المستقبليين إن شاء الله.
بعد مدة زفت لي خبر طلب ابن خالتها الزواجً منها، وطلبت مني النصيحة، فقلت لها: إن كان يصلي ويتبع الأحكام فاقبلي به، فأجابتني: إنه مدمن على المخدرات، وإنه لم يصلى قطٌ، ثم إنه طامع في إمكانية أخد الجنسية الأجنبية، لكن بما أنه من العائلة لا يمكن لولي أمري أن يرفض، وطلبت مني النجاة، وبعد طول تفكير قررت طلب الزواج منها، ذلك باعتبار معرفتي القوية بها وبعائلتها وأمها التي تحبني، وبدون شك أو انتظار ستقول: نعم، فقبلت.
وهنا أطرح المشكل:
هل يجب أن أمتنع عن التكلم معها لأنه:
أولاً: لم أتقدم بطلب الزواج أو الخطبة رسمياً، وذلك لصغر سني، وأيضاً ما زلت طالباً، وأنا واثق أنه من الصعب طلب ذلك من والدي.
وثانياً: لأنها تحسب من الأجانب بالنسبة لي.
وللإشارة فالوسيلة التي أستعملها في التحدث هي الإنترنيت، وذلك منذ عام تقريباً، فلا أسمع صوتها ولا أرى صورتها، بالكتابة فقط، ولا تخرج عن ما هو شرعي، نتكلم في الدين فقط، ولا شيء من الأمور الدنيوية.
وأيضاً أريد أن أشير أن أمها تعلم بأننا على اتصال دائم عبر الإنترنيت من أجل النصيحة، وترجمت بعض النصوص والآيات والأحاديت، لأنها غير متكلمة للغة العربية.
فماذا تنصحني أن أفعل يا فضيلة الشيخ، وهل لي بأن أطلب إمكانية التحدت معها من أمها التي هي ولية أمرها الوحيدة، لأننا في حاجة للتكلم الدائم؟
وآخر كلامي أن الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك بداية لتنبهك لنفسك قبل فوات الأوان والتزامك بأحكام الدين، وأسأل الله تعالى لك التثبيت.
ثم أبين لك بأن الحديث الحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته، مهما كانت النيات طيبة، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم.
ولا أرى أن ما ذكرت من باب الضرورة، بل هو من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك أن تبتعد عنها كلياً حتى تعقد عليها عقد الزواج الشرعي إذا رغبتما في ذلك ووافق الأهل عليه، ثم تكونان زوجين ويحل لكما ما يحل للزوجين.
وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.