2009-12-01 • فتوى رقم 41254
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني قبل توبتي ربطتني علاقة بشاب يعيش في مجتمع مسلم محافظ، وقد عرفت في حينها أنه يصلي.
الآن وبعد أن تبت مما كنت عليه من فسق، بحيث إنني كنت لا أًصلي منذ بلغت، وكذلك أصوم بشكل جزئي، وكانت لي والعياذ بالله أفكاراً إلحادية.
قد مضى على توبتي ما يقارب التسعة أِشهر، وأنا فرحة جداً بقربي من الله، لكنني في الآونة الأخيرة ازداد تفكيري بذلك الشاب، وعدت أستشعر تعلقي به، إلى درجة حاولت فيها أن أتحقق إذا ما كان قد تزوج بفتاة أخرى ليكون هذا قاطعاً لأملي وتنمياتي.
في بيتي أنا مهملة، ولا يكترث أحد لمشاعري، أبي بعيد عني جداً، وله أسرة أخرى، وأمي مطلقة وتعيش مع زوج آخر في مكان بعيد، وأدرس في مدرسة نصرانية لا أجد فيها من الصديقات والأخوات الكثير.
وكذلك شقيقاتي، فهن متبرجات لا يصلين، ومن تقاربني في السن تربطها علاقة بشاب، وعلاقتي بها تردت كثيراً بعد التزامي.
أعرف أن هذه العلاقات محرمة في شرعنا، أحاول أن استحضر أسباباً تحملني على كره ذلك الشاب، وأدعو الله كثيراً في سجودي أن يعافيني من التفكير به.
ما أريده من حضرتكم:
1. أن تبين لي بإذن الله ما العقوبة المترتبة على تفكيري هذا في الآخرة، عسى أن يكون هذا زاجراً لي؟
2. أتوق كثيراً إلى مكالمة ذلك الشاب من جديد، وأمنع نفسي بأي وسيلة، فقط لأن هذا لا يرضي الله، إلا أن رغبتي لا تزال قائمة في داخلي، فهل هذه هي الاستجابة لأوامر الله رغم أن فعلي يعارض رغبتي، وإذ كان لا بد من التخلص من هذه الرغبة، فكيف السبيل إلى ذلك؟
3. هل يجوز أن أدعو الله عزّ وجل أن ييسر لي الزواج بذلك الشاب (هو يعيش في غزة المحاصرة، حيث يصعب الدخول والخروج منها) رغم علاقتي التي ربطتني به مسبقاً، وهي علاقة لم تتعد الاتصال عبر الهاتف والمحادثات الإلكترونية، ولم أره في الواقع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك توبتك، وأبشرك بأن الله تعالى يفرح كثيراً لتوبة عبده، ويباهي بعبده التائب ملائكته.
ثم أبين لك بأن هذا الشاب أجنبي عنك من كل الوجوه، فليس لك شرعاً أن تتحدثي أو تتراسلي معه أو مع غيره من الشبان الأجانب عنك دونما ضرورة شرعية معتبرة، لأنه مهما كانت النيات طيبة، فإن نزعات إبليس تتسلل، فيحدث ما لا يحمد عقباه، وتجني الفتاة ويلات ذلك في الدنيا قبل العقوبة في الآخرة.
وأرشدك إلى أن تملئي وقتك بأعمال نافعة تأخذ الوقت كله، كالدراسة والقراءة والرياضة والعبادة وغير ذلك، وعدم ترك الفراغ يأخذ من وقتك، فإنه كما قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة # مفسدة للمرء أي مفسدة
مع البحث عن فتيات صالحات تشدي أزرك بهن، وتتعاوني معهن على طاعة الله.
ثم بالإكثار من دعاء الله تعالى أن ييسر لك الزواج من شاب متدين ذو خلق تسعدين معه، وتنجبي منه الذرية الصالحة، وخصوصاً في ثلث الليل الآخر، فإنه وقت إجابة.
وأسأل الله تعالى أن يستجيب دعائك، ويرزقك السعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.