2009-12-02 • فتوى رقم 41286
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بعض الأحيان تأمرني نفسي بالسوء فأشاهد أفلاما جنسية ولي أصدقاء عندما يأتون إلي يرغبون بالمشاهدة في بيتي أثناء غيابي عن جهاز الكمبيوتر فأنا أعلم أني أحمل وزرا بمشاهدة هذه الأفلام، فهل آخذ وزر أصحابي أيضا لأنهم يشاهدون هذا في البيت عندي، وأنا أمنعهم كثيرا حتى لا أحمل أوزارهم فهل هذا يصح؟ ما الذي أفعله مع العلم بأني لا أنصحهم لأني مثلهم، بل لا أريد أن أحمل وزرا فوق وزري؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، سواء مع الزوجة أو بدونها، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك أن تتوبي من ذلك توبة نصوحا بالندم على ما فات وكثرة الاستغفار وفعل الصالحات، والبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأنصحك أولا بالتخلص من جهاز الكومبيوتر نهائيا، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك، مع الإكثار من الصوم، ونصيحة أصدقائك بترك المحرمات، وإن شاركت في رؤيتهم للمحرمات فالوزر عليك معهم، أسأل الله لكم الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.