2009-12-06 • فتوى رقم 41310
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من فترة كنت أشاهد بشكل مستمرا محاضرات على النت لبعض المشايخ وأبحث في مواضيع كثيرة متعلقة بالدين، وما هو الحرام والحلال والتفقة في الدين أكثر.
وللأسف انسقت وراء شىء محدد ومعين من كل أمور ديني وهو الحرام والأمور التي لا تجوز والموت وعذاب القبر والنار وجهنم لدرجة أني أصبحت خائفة طول الوقت من كل شيء أفعله هل هو حرام أم حلال؟
ولا أدري ماذا علي أن أفعل لسيطرة هذة الحالة علي بعد مشاهدة هذة المحاضرات العذاب والخوف من جهنم وعذاب القبر والعقاب والحرام لدرجة مكثفة كنت لا أحس بها وقتها فالمعروف أني بفضولي كنت أنجذب لأي قصة مأساوية لنهاية شخص عاصي، فأنا مستغربة من نفسي لأني والحمد لله أصلي وأصوم وأذكر الله ودائمة الاستغفار وناوية أن أرتدي عباءات حتى وإن كان حجابي محترما ومحتشما، وكل مافعلته ليس فيه شيء يجعلني أخاف لهذة الدرجة، ولكني لا أعرف ماذا حدث لي فإن حياتي تحولت إلى عذاب وتأنيب ضمير على ما مضى من حياتي وتأنيب ضميري على أشياء يمكن أن أراها أنا وحدي أنها حرام، وهي ليست حراما، وأكلف نفسي دائما فوق طاقتي في أمور وأصبحت أنطوي على نفسي في المنزل وأصبحت أشك في حرمانية كل شىء حولي حتى الفسح أصبحت أحسبها هل هى حرام أم حلال هل مكالمتي مع تلك الصديقة التى لا تصلي حرام أم حلال؟ هل عندما أخرج مع صديقاتي للترفية عن نفسي وركوب مركب في النيل مثلا ويفتح فيها أغاني غصبا عني حلال أم حرام؟ هل علي إثم؟ هل أخذت ذنوب لأني في مكان فيه أغاني مع أني غير مسئولة عن ذلك وأحاول أن أقنع نفسي أنى قاسية كثيرا عليها، ولكن بلا جدوى وأنقض مرة أخرى بالهجوم على نفسى أنت آثمة لأنك خرجت اليوم للترفيه، واستمتعتي بوقتك,أنت آثمة لأنك استمعت إلى أغاني وإن كانت هادئة ليس بها محرم هاأنت تتعذبين في القبر بسبب هذا، وكل يوم على هذا الحال... بعد أسبوع واحد فقط من مشاهده هذه القصص والمحاضرات مع أني الحمد لله أصلي وأقرأ وأستمع إلى القرأن وكلي إيمان به وأحبه؟ ماذا يحدث لي؟ فأنا أدعو الله واستنجد به كثيرا أريد الهداية والبعد عن همزات الشياطين وأدعو كثيرا ليلا نهارا وأستعيذ كثيرا جدا، واستغفر الله طول يومي قبل النوم وبعد صلواتي وأثناء حديثي مع أي أحد وأثناء مشاهدتي للتلفاز وفي ثلث الليل، ولكن سرعان ما يأتي الخوف بدون سبب أخاف أن لا تتقبل صلاتي أخاف أن أكون منافقة، وأنا لا أدري وأخلد في النار أخاف من الخروج مع صديقاتي، أخاف من الترفيه عن نفسي، أخاف من الكلام مع أختي أن يكون حراما، أخاف أخاف أخاف وصلت لدرجة أني أحيانا أقول حسبنا الله ونعم الوكيل في جميع الناس التي ساعدت في هذه النتيجة من الذعر والخوف ومن قسوتي على نفسي وتضييق كل شيء حولي، وربنا برحمته وسعها علينا في كل شيء، هؤلاء لا يدرون بأن كثرة الترهيب والتهويل من الأمور تؤدي إلى نتيجة سلبية لا إيجابية، أحيانا أصفهم بالغباء نتيجة لما وصلت إليه الأمور في حياتي.
مستحيل يكون هذا هو الدين وهو التخويف والترهيب من كل شىء ومنع كل شىء والتضيق علينا بهذ الشكل مثل خروج المرأه من منزلها حرام لغير الضرورة ,والتواجد فى مكان فيه اختلاط مثلا حرام، لا أعرف كيف يكون ذلك وكل الشوارع فيها اختلاط وكل الجامعات, التواجد في مكان فيه منكرات حرام وجميع المطاعم والكافيهات تقدم الدخان من شيشة وغيره، وتشغل فيها الأغاني وغيرها!! بل في الشوارع أصلا التي نسير فيها ,ماذا علينا أن نفعل؟ أنسجن أنفسنا في المنزل فلا نستنشق هواء ربنا، أن لا نستمتع بوقتنا نهائيا في الأشياء التي ذكرتها؟
هل هذا هوالدين ,الالتزام مستحيل, فأنا وصلت لدرجة أني من كثرة ذكر الموت فقدت طعم الأشياء فقدت حلاوتها والاستمتاع بها فقدت طعم الحياة فأصدقائي البنات دائمات الأحلام بزواجهن، ومتى سيكون هذا اليوم وفرحتهم به، ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر ويدعون الله بكل أمل وسعادة أن ينعم عليهم بالزوج الصالح وينظرون إلى هذه المرحلة بكل أمل وفرحة لأنها مرحلة جديدة وجميلة في حياة أي فتاة إلا أنا فأفكر تفكيرا غريبا تماما سلبيا بالكامل وأقول لماذا سأتزوج وأنا ممكن أموت في أي لحظة؟ ولماذا أحلم بأن أكون أما، وأحلم بهذة المرحلة وأنا سأموت في أي لحظة ويمكن فجأة طبعا أعلم أنها سنة الحياة وهذا شيء طبيعي لكن رأيت يا شيخي الفاضل إلى أي مدى وصل بي الاكتئاب,اعذرني فضيلة الشيخ للإطالة فأنا أكثرت من التفاصيل ولكني كنت أريد أن أوضح كل ما أشعر به حتى تجيب علي بشكل واضح وافي شامل.
فأنا أريد التفكير في الغد، أريد أن أرجع طموحة مرة أخرى ,هل شرط العبد الذي يطيع ربه ويفعل مايرضيه ويحبه أن لا يكون طموحا ينظر إلى الغد, أن لا يفكر ويرتب ويخطط لمستقبلة أيا كان عملي، دراسي، أسري؟
أرجوك ساعدني أنا محتاجة أحدا يفهمني الذي ينقصني ويصحح لي ... يمكن أنا على غلط.
وجزاك الله خير جزاء عني وعن جميع المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالجهل بالحلال والحرام هو الذي أوصلك لذلك، فكثير من الأشياء التي تحدثت عنها هي من المباحات وأنت تعتقدين أنها من المحرمات، ولا يمنعك الدين من الاستمتاع المباح في الدنيا وآمالها، ولا يدعوك إلى ترك العمل خوفا من الموت بل ذلك ممنوع شرعا لأن إعمار الأرض من العبادات التي كلف الله بها عباده، فأنصحك أولا بقراءة الكتب الفقهية التي تعنى بالحلال والحرام، واقرئي الفتاوى المنشورة في هذا الموقع، وسيزول من نفسك مما تشتكين منه إن شاء الله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.