2009-12-06 • فتوى رقم 41329
أنا فتاة عمري 24، قد خطبت إلى شخص، وحدث بيننا علاقة كاملة مثل المتزوجين، مع العلم أني عذراء.
وقد حدث خلاف بين أهلي وأهله وتركنا بعضنا، واستغفرت الله كثيراً، لكننا عدنا إلى بعض ولا يعلم أحد ذلك، وحدث بيننا تلك العلاقة مرة أخرى، وحاولت أن أستغفر الله ثانية وتركته، لكننا لا نستطيع، حاول أن يقنع أهله ولكن المحاولة فشلت، والموضوع مرفوض تماماً، فكثرت مقابلاتنا.
ولأنني قريبه من الله، ولا أترك فرضاً من الفروض، قررت أن أتركه نهائياً، وبلغته بذلك، ولا يمكن أن أرجع في ذلك القرار، لا أريد أن أغضب الله.
هل سوف يتقبل مني الله توبتي بعد كل ذلك، بعد أن استغفرته كثيراً ورجعت تانية للفاحشة، أريد أن أعرف، لا أستطيع أن أواجه الله بعد كل تلك الذنوب، وهل يوجد أدعية معينة لتيسير الأمور؟
شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، ولقد أخطأت كثيراً فيما سبق، وعليك عدم العود إلى ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وعليك الآن أن تبتعدي عن هذا الشاب وغيره من الرجال الأجانب عنك نهائياً، مع التوبة النصوح، فإنها تمحو الذنوب كلها بإن الله تعالى، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، ومن شروط التوبة النصوح أن توقف عن الذنوب السابقة، مع العزم والتصميم على عدم الرجوع إليها في المستقبل, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
وإذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.