2009-12-07 • فتوى رقم 41369
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
خالتي اتصلت بوالدتي وقالت لها بأنها تدعو عليها، وأنها كانت تقوم الليل لتدعو على أمي بالشر والهلاك.
فبعد هذا: هل يجوز لأمي مقاطعتها وعدم الاتصال بها إلا عند المصائب الكبيرة فقط، أم لا، علماً أن أمي جرحت كثيراً منها من قبل، لكن كانت تسامح، ولكن هذه المرة كان الجرح عميقاً؟
وشكراً، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لوالدتك أن تقاطع أختها -على ما فعلته معها- لأن في ذلك قطع رحم، إضافة إلى أنه لا يحل لمسلم أن يهجر مسلماً أكثر من ثلاث ليال، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال, يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).
فعليها أن تصل أختها، وتحسن إليها وإن أساءت إليها، وذلك في الغالب يجعلها تنتبه لإساءتها وتعتذر منها.
لكن لها -إذا أردات- أن تقلل الصلة بها إن نصحتها ولم تستجب، لكن دون قطيعة للرحم.
ثم إن دعاء على الغير بالشر دون مبرر ومسوغ لا يستجاب، لأنه من الاعتداء في الدعاء، وقد نهى اللّه تعالى عن الاعتداء في الدّعاء بقوله: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف:55].
وفقكم الله تعالى لكل خير، وحسن أخلاقكم، وأصلح فيما بينكم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.