2009-12-09 • فتوى رقم 41397
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 25 سنة، ومتعلم، ولقد شاهدت بعيني أن أمي تزني مع عمي منذ كان عمري 6 سنوات، ولا زالوا كذلك.
ماذا أفعل، أرجوكم ساعدوني، وما حكم الإسلام على تكتمي، هل يجب أن أقتلهما أم أقول لأبي؟
وبصراحة: نحن عائلة لنا سمعتنا المعطرة بالمسك بفضل الله، ولذلك لا أستطيع أن أفعل شيئاً.
ماذا أفعل، وهل أقترف خطأ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالذي تفعله أمك -إن صدق- هو إحدى الكبائر الشنيعة البغيضة عند الله، قال تعالى: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32].
وعقابه عظيم في الدنيا قبل العقاب الأليم في الآخرة، فإن حد الزانية المحصنة إن بلغ الأمر القاضي الشرعي هو الرجم بالحجارة حتى الموت.
ومن ستره الله تعالى فعليه ستر نفسه مع التوبة النصوح والإكثار من الاستغفار، مع الندم على ما فات.
فالذي عليك أن تبادر إلى فعله هو نصيحة أمك ووعظها وتذكيرها بعذاب الله، وبفظاعة هذا الفعل، دون التصريح لها بما رأيت، وأن التوبة الصادقة النصوح تجب ما قبلها، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طـه:82].
وأن من يستمر على تلك المعصية فعقابه في الآخرة شديد، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج رجالاً ونساء عراة في بناء شبه التنور أسفله واسع وأعلاه ضيق، يوقد عليهم بنار من تحته، فإذا أوقدت النار ارتفعوا وصاحوا فإذا خبت عادوا، فلما سأل عنهم أخبر أنهم الزناة والزواني. أخرجه البخاري.
ثم عليك بعد نصحها والستر عليها أن تبرها في ما لا يؤدي إلى المعصية، فإن حقها كأم باقٍ رغم ما هي فيه من الآثام، وتدعو لها بالتوبة والمغفرة.
نسأل الله سبحانه أن يعافينا والمسلمين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.