2009-12-09 • فتوى رقم 41409
هل يجوز للمعلم ضرب تلميذه عند الحاجة، وإن كان على وجهه دون إيذاء له.
وقد قرأت بعض أقوال الفقهاء في عدم جواز ذلك قياساً على حد الجلد للزاني خشية المثلة والإيذاء، لكن ضرب المعلم لا يصل إلى هذا الحد حتى يمنع منه، فهو ضرب.. لكن فيه رحمة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من أن يؤدّب المعلّم من يتعلّم منه ولكن بإذن الوليّ، بشرط أن يكون هذا لمصلحة المتعلم لا للتنفيس عن ضيق الضارب له، فإن رأى المعلم من المتعلم سلوكاً غير سوي، فعليه أن ينبهه إلى الصواب وينصحه بحكمة، فإن تكرر منه ذلك السلوك غير السوي دون استجابة منه للنصحية فلا بأس بأن يعاقبه ويقسوا عليه قسوة تأديب، كما قال الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يك راحماً # فليقس أحياناً على من يرحم
بشرط أن يكون ضربا خفيفا مأمونا وبإذن الولي، وأن يكون الطريق الوحيد لإصلاح المتعلم، ولا يجوز لغير ذلك.
أما أن يكون الضرب على الوجه فممنوع لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ففي حديث سويد بن مقرن الصحابي أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً لطم غلاماً فقال: (أو ما علمت أن الصورة محترمة) رواه مسلم.
وروى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ).
ونهي عن ذلك لأن الوجه لطيف يجمع المحاسن، وأكثر ما يقع الإدراك بأعضائه، فيخشى من ضربه أن تبطل أو تتشوه كلها أو بعضها، والشين فيها فاحش لظهورها وبروزها بل لا يسلم إذا ضرب غالباً من شين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.