2009-12-10 • فتوى رقم 41421
السؤال خاص باضطراب الهوية الجنسية
أنا فتاة في جسم ولد، فمن صغري وأنا غير مقتنعة بأني ولد، وكان هذا الإحساس يكبر كل يوم.
لكن الموضوع بدأ ياخد شكلاً آخر لما كبرت، شكل أني لست شاذاً، أني لست بحالة نادرة، أني لست على غلط ... لا أنا صح، ومن حقي أن أعيش حياتي كما أنا، وأعرف أنها ستكون أحسن.
لكن طبعاً تأتي مشكلة المجتمع الذي يرفض الموضوع، وتأتي مشكلة الأسرة التي طبعا تشعر بالموضوع، لكن لا يواجهون الأمر معي لدرجة الإحراج أن يكلموني فيه.
تخيلوا أن هذا الكلام يترجم لنظرات منهم وأفعال تشعرني أني مجنونة، مع أني للأسف الشديد بلغت، لكن الحمد لله موضوع البلوغ هذا ظهر ليس بالضرورة يدل على ذكورتي.
قرأت على النت عن حالتي، فأنا أشعر أني وحيدة، ولا يتفهمني أحد، لكن أكيد بعد الكلية في حياة ثانية، ستبدأ حياة اجتماعية، وهذه الحياة هي التي سأعيش عليها بقية عمري، وليس عندي استعداد أن أعيش بقية عمري غلط.
أحاول أن أقنع نفسي أني أحب بنتاً وأني أتزوجها، وأنا في الحقيقة غير ذلك، لست رجلاً، يعني أنا مثلها.
كنت فقدت الأمل، لحد تقريباً 5 شهور بدأت أعرف ما هذا المرض وكل شيء عنه، مع العلم أني من قبل أن أعرف وأنا أتصرف كأي بنت، حتي ديني أنفذه كأنثى، فأصلي بالحجاب وأقرأ القرآن بالحجاب...
أنا لست في جسمي الصحيح، أنا حينما أتصرف أي شيء أحاول أن أقلد الأولاد، لا أعمله باقتناع، حتى حينما أمشي أحاول أن أقلد الأولاد في المشية طبعاً من أجل أن أتلاشي أي نظرة غير جيدة لي، لأنه تحرش بي كثيراً، وكانت ستصل للاغتصاب لولا ستر ربنا.
أنا عملت محاولات كثيرة من أجل أن أشعر أهلي بأن الموضوع جد وليس تسلية ولا شذوذ، لكن طبعاً لا حياة لمن تنادي، ولا اعتراف بالأمر.
حتى في لباسي الذي ألبسه عمري ما ارتحت فيه بأي شكل من الأشكال، إنما لما ألبس اللبس الذي يناسب شخصيتي الحقيقية والتي أحسها كبنت، وبها أكون مرتاحة جداً جداً، أحس أني هذا، أنا بجد بنت حتى اهتماماتي لما يسألني أحد عن اهتماماتي أقول الكمبيوتر والإنترنت، وهي حاجة تخص أنوثتي، ولما أشترك في المنتديات طبعاً بشخصيتي التي أحسها كل اهتماماتي بالأزياء والمكياج، وعمري ما فكرت أن أهتم بحاجة غير تلك، لأني أساساً لا أعرف حاجة غيرها، وأنوثتي هذه أحسها كثيراً في حياتي الطبيعية، يعني أحاول أن أقرب من الناس بشخصيتي التي أحسها من أجل أن أحس بأنوثتي التي طبعاً أغلب الوقت المجتمع الذي أعيش فيه لا يتعامل معي كما يراني، وعمره لم يحس بالذي بداخلي، والأهل عارفين وحاسين بالموضوع من صغري، وكل مرة يتاكدوا، لكن كما قلت لا يكلموني فيه، أو لما يتكلموا بيبقى بهزار أو توبيخ من أجل أن أن أخجل وأعرف أن هذا غلط وأنتهي عنه، لكنهم لا يريدوا أن يعترفوا أن هذه طبيعتي، أنا لست بولد وعمري ما كنت ولداً ...
أنا لست مكتئبة، بالعكس، أنا متفائلة جداً، لكن هذه هي مشكلتي الوحيدة، ويا رب تحل.
وآسفة لو كنت أطلت عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للذكر الذي كملت أعضاء ذكورته الإقدام على تحويل جنسه إلى جنس آخر، ولا العكس، ومحاولة التحويل جريمة يستحق فاعلها العقوبة؛ لأنه تغيير لخلق الله تعالى، وقد حرَّم سبحانه هذا التغيير، بقوله تعالى، مخبرًا عن قول الشيطان: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) [النساء:119]. وجاء في صحيح الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لعَن اللهُ الوَاشِمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصاتِ والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ للحُسْنِ، المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ عز وجل". ثم قال: ألا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله عز وجل- يعني قوله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحشر:7].
فأرشدك إلى أن تراجع الثقات من الأطباء المختصين في علم النفس ليكونوا عوناً لك في علاج هذا الجانب النفسي الذي ذكرته، مع الإكثار من دعاء الله تعالى أن يفرج عنك كربتك.
ولو قدر أن لم يتيسر لك العلاج فهذا ابتلاء ينبغي أن تقابله بالصبر واحتساب الأجر من الله تعالى، ولا يمنعك ذلك من الإقدام على الزواج بفتاة صالحة، لعله يكون لك عوناً على الخروج مما أنت فيه بإذن الله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.