2009-12-11 • فتوى رقم 41439
السلام عليم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ أشهدكم بأني أحب في الله كل مشايخنا الكرام من أهل السنة والجماعة وأنتم إن شاء الله منهم.
سؤالي: أنا أسكن في شارع ويوجد منازل ملاصقة في نفس الصف (تقريبا 8 منازل) لعمارتنا التي أسكن فيها، وخلف هذه المنازل يوجد ورش حدادة، ويصدر من هذه الورش الكثير من الإزعاج والغازات ورزاز الطلاء الذي يقومون برشه على الحديد طوال اليوم من الساعة السابعة صباحا وحتى الثامنة أو العاشرة مساءً في كثير من الأيام، مما ينتج عنه الكثير من الإزعاج والضوضاء طوال اليوم بسبب الطرق على الحديد والأصوا ت الأخرى الناتجة عن ارتطام الحديد ببعضه أو أثناء قصه لدرجة تمنع من النوم وتقلق الأطفال والمرضى وكبار السن وتمنع حتى التركيز في بعض الأحيان لإرتفاع هذه الأصوات ووصولها داخل المنزل.
كذلك الغازات ورزاز الطلاء المتطاير من هذه الورش تسببوا في الضرر الصحي للأطفال بالذات وذلك بناءً على تشخيص الأطباء بالإضافة إلى الضرر الذي يلحقه رزاز الطلاء المتطاير بالطلاء الخارجي لسيارات سكان الحي. علما بأننا قمنا نحن سكان هذه المنازل مجتمعين بالشكوى مرات عديدة للجهات المعنية ولكن بلا جدوى، وذلك لنفوذ المالك الأصلي والمؤجر لهذه الورش وعدم اكتراث مسئولي البلدية بحيثيات الشكوى وأسبابها. ولقد قمنا كذلك بالتحدث مع أصحاب الورش والعمال كثيرا بتذكيرهم بحق الجيرة وما إلى ذلك ولكن لم نجد أي تجاوب منهم وذلك لعلمهم بنفوذ وحماية مالك الورش لهم، وسؤالي هنا هل يجوز لنا أن ندعوا عليهم وذلك لأننا التمسنا كل الأسباب لإزالة الضرر عن أنفسنا ولكن بلا طائل؟
آسف على الإطالة ولكني أردت توضيح خلفيات الأسئلة لأعطائكم صورة واضحة تعينكم على الرد الشافي بإذن الله.
شاكرا لكم جهودكم في مساعدة المسلمين بتوضيح أحكام الدين وحدوده سائلاً الله العلي القدير أن يطيل في أعماركم ويجزيكم عنا وعن المسلمين جميعاً خير الجزاء ويكتب الأجر في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا بد أولا من الاستمرار في نصح صاحب هذا العمل وتذكيره بالله تعالى وتخويفه من عقابه، وإن كنتم لا تتقنون ذلك فوكلوا صاحب علم ومكانة ليقوم بنصح هذا الرجل، واستعينوا عليه بأصحابه وأقربائه وأهل المكانة عنده، فإن لم يجد كل ذلك، فاطرقوا أبواب الحكام لشكايته، مع دعاء الله تعالى له بالهداية وترك أذية الناس، ولا تزيدوا على ذلك، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.