2009-12-12 • فتوى رقم 41469
ماذا يفعل الإنسان إذا رأى لواطا أو زنا وهو قادر على أن يغيره، ولكن البلد الذي يعيش فيه لها قوانين كفار أو قانون وضعي لو حارب المنكر سيدخل السجن ماذا يفعل الشخص حيال هذه الفضائح التي تغضب الله أمام الشارع العام وبدون رقيب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلينه عن المنكر بقدر استطاعته قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم.
فإنكار المنكر واجب، ولا يعفى أحدٌ من ذلك، فمن استطاع أن يغيره بيده دون إحداث فتنة وأَمِنَ من عواقب فعله وَجَبَ عليه ذلك؛ كالأب يُمزق ويكسر الأشياء المحرمة التي قد يجدها في منزله، وصاحب المعمل يمنع من سماع ومشاهدة المحرمات في متجره ومعمله...، ومَن لم يكن له سُلطة تمكنه من إزالة المنكر باليد والقوة؛ فإنه يُنكر بلسانه ويُذكر بالله تعالى ويُخوف من عقابه كعامة الناس مع بعضهم، ثم إن تعذَّر تغيير المنكر باليد دون إحداث فتنة، وتعذَّر الجهرُ والنصح باللسان بسبب ما أيضاً، فالإنكار بالقلب يكفي إن شاء الله تعالى ويرفع الإثم عندئذ، والإنكار بالقلب بأن تقول في نفسك: اللهم هذا منكر لا أرضاه.
فإن لم ينفع في إصلاح الناس من حوله فليهاجر إلى بلد آخر يفر بدينه من الفتن.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.