2009-12-12 • فتوى رقم 41504
إن شاباً خطب قريبته، وعمرها 10 سنوات، وكانت تدرس، وهو أيضاً يدرس.
اتفق الأهل أن يكمل الشاب تعليمه، وبعد مضي ثماني سنوات من الخطبة أكمل الشاب تعليمه الجامعي وتوظف، ثم زفت إليه خطيبته في عمر 18 سنة، ودخل بها الليلة الأولى ووجدها ليست عذراء، وكتم الأمر وتستر عليها احتراماً لأهل الفتاة، ولم يسألها، وقال في نفسه: لعلها تعرضت لحادث أو اغتصاب أفقدها غشاء البكارة.
بعد مضي أكثر من سنة على زواجهما شك الشاب في تصرفات زوجته، وقرر أن يفتح لها موضوع عدم عذريتها، وكانت الفتاة تحب زوجها لدرجة الجنون، وقالت له: لماذا لم تسألني الليلة الأولي؟ فقال لها: احتراماً لك ولأهلك، وتوسل لها أن تخبره بسبب فقدها لبكارتها لقطع الشك باليقين، وأخبرته قصتها... حيث كانت خلال ست سنوات خطوبتها تلاقي الرجال ويمارسون معها الفاحشة، وذكرت من مار س معها الفاحشة بالاسم، ووصل عددهم إلى 7 رجال كلهم مارسوا معها الزنا أكرمكم الله، وواحد منهم فض بكارتها وعمرها 12 سنة.
هذه قصة حقيقية.
والآن: ما حكم استمرار هذا الشاب مع زوجته، علماً بأنه أنجب منها طفلة واحدة، ويكرهها بعد معرفة قصتها، والمسكينة تحبه إلى درجة الجنون، هل يطلقها أم يستمر معها، وما رأي الشريعة الإسلامية في زواجهما؟
حياكم الله.
شكراً فضيلة الدكتور.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن علم الزوج أن زوجته قد تابت نصوحاً لله تعالى مما كان منها سابقاً، فليحسن إليها وليستمر في معاشرتها بالمعروف، فإن التوبة ترفع إثم الذنب وكأنه لم يكن، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له» أخرجه ابن ماجه.
أما إن لم تتب مما سبق منها وبقيت مستمرة في ارتكاب الفواحش، فليفارقها.
وفي كل الأحوال أرشد الزوج إلى أن يبقي ستره مسبلاً عليها، وله في ذلك الأجر إن شاء الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلماً ستره اللّه يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية للترمذي «من ستر مسلماً ستره اللّه في الدّنيا والآخرة».
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.