2009-12-21 • فتوى رقم 41610
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي لا يصلي وهو إنسان طيب القلب يزكي حسب الحال يحب عائلته وأنا كل يوم أنبهه وآته بفتوى وعِِبر عن تارك الصلاة رغم أنه يتوضأ، ويقول لي أعدك أنني سأبدأ الصلاة غدا، ولكن عندما يأتي إذا لا يوجد شيء ماذا أفعل؟
أرجوك ومع العلم أنني أحبه وأحب له كل الخير وأريد أن يلقى الله وهو على صلاته، وادعو معي أن يهديه الله سبحانه وتعالى، وشكرا لكم على جهودكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تواصلي نصحك وأمرك له بالصلاة، وتستمري في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
وذكريه بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليك بالدعاء له في ظهر الغيب، ولا تتركي نصحه بالحكمة، ولا تكلفين أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)
فإن فعلت ذلك واستمريت عليه أبرأت ذمتك أمام الله تعالى يوم القيامة، وإن قصرت ورضيت بتركه الصلاة، فإنك ستحاسبين على ذلك يوم القيامة ولا شك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.