2009-12-27 • فتوى رقم 41743
السلام عليكم
أنا شاب عمري 26 عاما وأحببت مطلقة عمرها 28 عاما منذ 4 سنوات في بداية التعارف كنت إنسانا سيء التعامل وكنت أسمع عنها أنها إنسانه غير جيدة، فوجتها تحبني حبا جنونيا وجاء دماغي أني ألعب بها فزنيت بها فتمسكت بي أكثر من الأول ومن معاشرتي لها اكتشف أني مخطئ في حقها وهي تعاملني على أني زوجها، ولا تسطيع حتى الآن هي الاستغناء عني لأن ظرف زواجها الأول أنها كانت عمرها 18 عاما ومتزوجة لرجل 65 عاما، فرفضت العيش معه وفضلت أن تتزوج من تحبه، وبعد طلاقها قامت بالعمل لمده 5 سنوات حتى قابلتني وأحبتني، ولا تستطيع هي الاستغناء عني، ولا أنا أستطيع الاستغناء عنها، استغفرت الله على ما فعلت، وطلب مني أهلي الزواج وأن أختار من تشاركني في حياتي، قلت هذه الإنسانة هي التي أختارها، رفضو رفضا تاما ومنعوني من الاتصال بها نهائيا، وأنا لا أريد أن أغضب الله بأن أترك هذه الإنسانة، وأن أغضب أهلي الرافضون زواجي منها، رفض أهلي لأن أهلها غير ملتزمين، وأسرتي أسرة متدينة، ولا نحتسبها على الله خير، وفرق السن وأنها مطلقة، مع العلم أن هذه الإنسانة راضية أن أرضي أهلي بالزواج من غيرها، لكن بشرط الزواج منها، ولو في السر بعلم أحد موكليها، وأنا في حيرة لو تزوجتها سرا دون رضى أهلي ما حكم الشرع في ذلك؟ وأنها لا تسطيع الزواج من أي شخص غيري على كل ما جرى بيننا في 4 سنوات.
أرجو الإجابة والشرعية، والحكم الشرعي الذي يرضى الله من ناحية أهلي، ومن ناحيتها، وآسف جدا على الإطالة وقد فسرت كي تكون الفتوة صحيحة، وأسأل الله أن يلهمني الطريق الصحيح..
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الكبير الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الصالحات، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك وإقناع أهلك بذلك بحكمة ولين، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك، أما مع عدم التوبة الصادقة فلا بد من تركها والابتعاد عنها، مع إطالة الندم على ما كان منكما وكثرة الاستغفار قبل يوم لا ينفعكما فيه الندم.
وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.