2009-12-27 • فتوى رقم 41765
أريد يا فضيلة الشيخ أن أسأل سؤالاً:
في بعض الأحيان يرتكب المرء منا أخطاء كثيرة، ويستغفر الله منها، ولكن يأتي في ذهني أني أخطأت هذا الخطأ، فربي سوف يعاقبني به فيما بعد، وأن الشيء الذي أخطأت به سوف يحرمني الله من الاستمتاع به.
أرجو ان يكون سؤالي واضحاً، وهل عندما أخطأ الخطأ: هل سيحاسني عليه ربي أو يكتب علي، حتى لو كنت استغفرت منه وتبت إليه؟
أرجو الإجابة بسرعة لأن بالي غير مستريح.
الحمد لله، عندي ثقة كبيرة جداً في الله، ولكن أعتقد أن الله لا يساوي بين من أخطأ ومن لم يخطأ في شيء ما مثلاً، فهل لو استغفرت وتبت هل نتساوى؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتوبة الصادقة النصوح تمحو الذنوب كلها إن شاء الله تعالى، وشرطها التوقف عن الذنب، والندم عليه، والتصميم على عدم العود لمثله في المستقبل، وإذا كان فيه حق لأحد فيجب أن يؤديه إليه أو يعتذر إليه منه.
ثم إن الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً، قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) أخرجه ابن ماجه.
بل تبدل السيئات حسنات بفضل الله تعالى إن صدق العبد بها، كما قال تعالى: ﴿إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.